متابعة علي عبد الأمير:

"دعونا لا نتحدث عن ذلك الآن أو عن شعور السياسيين بالخوف"، يقول هادي العامري ضاحكاً "دعونا نحرر أرضنا أولاً ثم نتحدث".

هكذا تبدأ أريكا سولومون قصتها من بغداد لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، عبر الحديث الساخر وتجنب الحديث في السياسة لمن تصفه بـ"رئيس إحدى الجماعات شبه العسكرية الشيعية الأقوى في العراق"، مستدركة أن مراوغته تلك هي "رسالته الواضحة بما فيه الكفاية، مثل كل قادة قوات التعبئة الشعبية للقتال ضد داعش المعروفة في اللغة العربية بالحشد الشعبي. فنجم السيد العامري آخذ في الارتفاع، وتلك القوات أصبحت في مرتبة الأبطال بين الأغلبية الشيعية في البلاد".

وتلفت سولومون إلى أن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يسعى إلى إحراز تقدم كبير في مجال إعادة المناطق المحتلة من قبل داعش، فضلاً عن كونه يسعى جاهداً لمعالجة الأزمات التي يمكن لها أن تعطي قادة الحشد ميزة في بلد يشعر بالإحباط من مؤسسته السياسية".

وتوضح في قصتها الصحافية أن "بعض السياسيين العراقيين، فضلاً عن الدبلوماسيين الغربيين، يخشون  من قيام زعماء الحشد بتشكيل كتلة سياسية ناجحة، فدور سياسي لأولئك القادة قد يفاقم التوترات الطائفية في البلاد. فهم باتوا يمثلون رأس القوة الشيعية، فيما يتهم السنة وجماعات حقوق الإنسان الدولية، قوات الحشد الشعبي بالمسؤولية عن عمليات القتل والخطف والسلب والنهب على نطاق واسع".

 لكن الصحافية سولومون تستدرك في قصتها موضحة أن " العامري، رئيس منظمة بدر المدعومة من إيران، ليس جديداً على المشهد السياسي. وكان وزيراً في الحكومة العراقية 2010-2014 وواجه تهماً من قبل منتقديه بالفساد. لكنه اليوم، وعلى الرغم من انخفاض رتبته السياسية الرسمية بصفته عضواً في البرلمان، يبدو أكثر قوة من أي وقت مضى. فملصقاته وهو في ساحة المعركة، والبعض منها يظهر وجهه وقد ارتفع من خارطة العراق، باتت تتوزع الشوارع في بغداد، كما ويتولى قيادي في بدر وزارة قوية هي الداخلية".

وتنقل الصحافية عن العامري قوله إن كل زعيم سياسي عراقي تقريباً، سواء كان من السنة أو الشيعة، لديه الآن قواته شبه العسكرية الخاصة به، موضحا "ليست هناك كتلة واحدة ليس لديها قوة حشد لكنهم غير فاعلين مثلنا، وبالتالي فإن الكلام يتركز علينا".

العامري: إصلاحات العبادي... كذبة

وتخلص الصحافية إلى أن "بعض العراقيين يعتقدون بسعي جماعات الحشد الشعبي إلى تشكيل قوة نخبة، أقرب إلى الحرس الثوري الإيراني وهو أقوى من جيش الدولة".

العامري، وبحسب ما تشير الصحافية سولومون،  كان يتحدث إلى صحيفة "فاينانشيال تايمز" في غرفة جلوس مزينة بالأرائك المخملية والخلفية اللامعة في المنطقة الخضراء في بغداد، معتبراً "إصلاحات رئيس الوزراء (العبادي) كذبة، ولن تنقذ الإقتصاد العراقي من الفشل".

ويصر العامري على أن قوات الحشد ستشارك في معركة استعادة الموصل من داعش، على الرغم من الاعتراضات من قبل قادة الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، "خشية تجاوزات الميليشيات"، مؤكداً "في المعركة من أجل الموصل، سوف نلعب دوراً أساسياً عبر استراتيجية عزل وتطويق المدينة". وتعهد بعدم دخول الحشد إلى الموصل، حيث سيتولى المقاتلون المحليون وقوات الأمن الحكومية دخول المدينة وتحريرها.

وفيما يقول العامري إن "عدم الثقة الأوروبية والأميركية في الحشد الشعبي ينبع من التمييز ضد الشيعة"، لكنه يثني على انتقادات الرئيس الأميركي باراك أوباما، لسياسة المملكة العربية السعودية، موضحاً "أنا لا أتفق مع السياسات الأميركية لكن أوباما اتخذ المواقف الصحيحة".

وعن زيارة القنصل الأميركي في البصرة مقاتلي الحشد الشعبي الجرحى، قال العامري "أملي هو أن يكون ذلك مؤشراً على تغيير في السياسات، بحيث يتعاملون (الأميركيون) مع الحشد كقوة رسمية".

الصورة: قوة من الحشد الشعبي أثناء مشاركتهم في تحرير مدينة بيجي-2015/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: