الأردن – بقلم صالح قشطة:

تداولت عديد من المواقع الإلكترونية الأردنية ومواقع التواصل الاجتماعي أنباء حول توجه دائرة الأحوال المدنية والجوازات الأردنية إلى حذف خانة الديانة من بطاقة الأحوال المدنية الإلكترونية، والتي يتوقع إطلاقها في الفترة القادمة، ما أثار جدلاً بين عدد من المواطنين.

هل ستحذف فعلاً؟

وفي حديث لموقع (إرفع صوتك)، يقول مروان قطيشات، مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات في الأردن إن هذه البطاقة فيها معلومات ظاهرة ومعلومات على الشريحة الإلكترونية، وهي تحتوي على كل المعلومات، إلّا أنه هناك تقسيم ما بين الظاهرة وبقية المعلومات المخزنة إلكترونياً.

وحرص خلال حديثه على عدم إعطاء أي تأكيد أو نفي لما يتم تداوله بشأن حذفها، منوهاً "قد لا تكون موجودة على جسم البطاقة، إلّا أنها ستكون موجودة على الشريحة الإلكترونية".

مع أو ضد الحذف؟

وبمجرد طرحنا تساؤلاً حول الموضوع على مجموعة (اسأل الأردن) التفاعلية في موقع فيسبوك، انقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، وقام (إرفع صوتك) برصد أبرزها.

بيان القضاة كانت من المؤيدين لهذه الخطوة في حال تطبيقها، موضحةً "أنا مع فكرة الحذف، فنحن جميعاً بشر".

ويرى سفيان الهباهبة أن وجودها وعدمه سواء، متابعاً "كون ديانتي مكتوبة على بطاقة الهوية لا يعني بأي حال أني ملتزم أو مقصر بها، ولا يوجد أي فائدة من وجودها كخانة في البطاقة، ونحن نعرف بعضنا البعض، وحرية الاعتقاد مكفولة من القانون".

وكذلك الحال لدى أحمد خليل الذي يقول "أنا مع الخطوة بالتأكيد، لأننا نعيش في دولة لا فرق فيها بين الديانات، وجميعنا كمسيحيين ومسلمين علينا أن ندافع عن الدولة التي نعيش فيها"، مضيفاً "نعم، الديانة عنصر رئيسي في هوية الفرد، لكن لا يجب أن نستخدمها للتفريق ما بين أبناء المجتمع الواحد".

أما أحمد بيشاوي، فقد كان معارضاً لحذف خانة الديانة من البطاقة، ليشارك قائلاً "الدين جزء لا يتجزأ من هيبتي كأردني، والأهم أن ديانة الأردن هي الإسلام، فلم الخجل من الديانة؟".

وكذلك زيد حياري، والذي كانت له أسباب أخرى للاعتراض على الفكرة، وكان تعليقه "ضد، لتمييز المسلمين عن غير المسلمين، وذلك لاختلاف العادات ما بين الديانات، ولمعرفة ما هو المسموح لشخص معين، وما المرغوب من عادات وأفعال، ومن الممكن الاستفادة منها في المحاكم".

وبالنسبة لمحمد عبد القادر، فهو يرى أنه لا بد من ذكر الديانة في البطاقة، لكنه ضد استخدامها بشكل عنصري، موضحاً "يفترض استبعاد من يتعاملون مع الناس على أساس الديانة، وليس استبعاد الديانة من أجل هؤلاء الأشخاص".

كما يطرح أدهم محمد تساؤلاً "ما أهمية هذه الخطوة طالما عليّ في أرض الواقع أن أثبت ديانتي أمام الجهات المختصة، سواءً لتسجيل المواليد الجدد، أو لأقوم بالزواج أو الطلاق، أو في قضايا الميراث ودفن الموتى، أو لأثبت أمام القانون إن كنت مذنباً أم لا في حال قمت بالإفطار في نهار رمضان، أو لدى الاعتذار عن حضور مُقرر التربية الإسلامية في المدارس؟".

وبحسب تصريحات لمسؤولين أردنيين مؤخراً، فإن بطاقة الأحوال المدنية الجديدة هي بطاقة ذكية تشتمل على بيانات لخدمات معينة ليتم عن طريقها الانتخاب في البرلمان والبلديات، وتحوي المعلومات الأساسية للمواطن، وقد يضاف إليها معلومات كتلك المتعلقة بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي وزمرة الدم. وهي معدة لاستيعاب أي تطبيقات أخرى قد تتم إضافتها مستقبلاً، ومن المنوي أن يتم البدء في إصدارها خلال الأشهر القليلة القادمة.

*الصورة: "أنا مع فكرة الحذف، فنحن جميعاً بشر"/Shutterstock

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659 

مواضيع ذات صلة: