صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:
استعادت قوات حكومية يمنية مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية مساء الأحد 24 نيسان/أبريل، مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي البلاد، بعد عام من سقوطها بأيدي تنظيم القاعدة.
وجاءت استعادة المدينة إثر معارك قصيرة مع مسلحي التنظيم، ووساطة قبلية.
وأعلنت قوات التحالف، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، عن مقتل 800 عنصر من القاعدة، بالحملة العسكرية الضخمة التي شارك فيها نحو 2000 جندي يمني وسعودي وإماراتي متخصصين بمكافحة الإرهاب ضد معاقل التنظيم في ساحل حضرموت.
من جهة أخرى، لم تلوح أي بوادر انفراج في الأفق من خلال محادثات السلام اليمنية في الكويت، التي يُرجح أكاديميون بأن تكون استراحة مقاتل بدلاً من وضع حد للأزمة الطاحنة التي دخلت عامها الثاني.
طرد القاعدة من المكلا
ودخلت قوات حكومية معززة بوحدات عسكرية خليجية مدن الشحر والديس وغيل باوزير وميناء ضبة النفطي، عقب سلسلة غارات جوية للطيران الحربي، ضربت مواقع ومعسكرات ومخازن أسلحة تابعة للقاعدة.
ودامت الاشتباكات عدة ساعات، مخلفة عشرات القتلى والجرحى بصفوف الجهاديين، قبل أن تتدخل وساطة غامضة أفضت إلى انسحاب مسلحي القاعدة من المكلا نحو الصحراء باتجاه محافظة شبوة المجاورة.
وقال بسام أحمد، أحد السكان المحليين عبر الهاتف من مدينة المكلا لموقع (إرفع صوتك) إنّ المكلا لم تشهد مواجهات. "تم تسليم المدينة لعناصر من المقاومة الشعبية (المحلية) والجيش بدون قتال. الآن انتشرت نقاط أمنية تابعة للمقاومة في أنحاء متفرقة من المكلا، بينما سيطرت القوات الحكومية على مختلف المقرات العسكرية والمدنية".
ويأتي هذا الهجوم المباغت، ضمن حملة عسكرية واسعة مدعومة من تحالف إقليمي والولايات المتحدة الأميركية، لطرد الجهاديين الإسلاميين المرتبطين بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية جنوبي اليمن، في إطار دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
محادثات دون اتفاق
في هذه الأثناء، دخلت محادثات السلام بين الحكومة اليمنية، والحوثيين وحلفائهم، في الكويت، يومها الخامس من دون الاتفاق على مسار توافقي لوقف الحرب التي خلفت منذ نهاية آذار/مارس 2015، أكثر من 6200 قتيل نصفهم مدنيين، وملايين الفقراء والنازحين.
وتهدف محادثات الكويت التوصل إلى اتفاق شامل ومنظم لإنهاء الصراع واستئناف حوار وطني جامع وفقاً لقرارات مجلس الأمن وتحديداً القرار رقم 2216، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
استراحة مقاتل
الدكتور جميل عون، أستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء، قال لموقع (إرفع صوتك) "لا توجد أي فرص نجاح أو مؤشر بأن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق يريدون سلم أو حل سلمي. بالتالي مباحثات الكويت عبارة عن استراحة مقاتل، للعودة بعملية عسكرية كبيرة".
وأضاف الدكتور عون "استمرار القتال في أكثر من جبهة وبالذات في مدينة تعز والقصف على المدنيين، وإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه تعز، دليل بأن الحوثيين وحلفاءهم ذاهبون باتجاه تصعيد عسكري".
لكن الحوثيين ينفون هذه الاتهامات، ويحملون التحالف العربي والقوات الحكومية مسؤولية عدم تثبيت وقف إطلاق النار، بينما يأمل الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والمجتمع الدولي أن تحقق هذه الاجتماعات اختراقاً إيجابياً في الأزمة الطاحنة.
*الصورة: طائرة إماراتية من نوع "ميراج"/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659