متابعة خالد الغالي:

يترك الوقوع في أسر داعش آثاراً لا تندمل في نفسية الأطفال، من الطائفة الأيزيدية، الذين سقطوا في قبضة التنظيم المتشدد.

ووقع أكثر من خمسة آلاف من الأيزيديين، بينهم نساء وأطفال، في أسر داعش، بعدما نجح مقاتلوه في الاستيلاء على بلدة سنجار الكردية، غرب محافظة نينوى، صيف العام 2014.

ويحكي تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء قصة طفل أيزيدي، يبلغ من العمر تسعة أعوام، رفض الفرار في البداية مع والدته، مفضلاً البقاء في صفوف التنظيم المتشدد للقتال، قبل أن تنجح والدته في الأخير في إقناعه.

ورفض الطفل، واسمه مراد، الهرب عندما سنحت له ولوالدته وأخيه الصغير الفرصة للنجاة بأنفسهم من الأسر. ولم يأبه حينها أن 14 من مقاتلي التنظيم تناوبوا على اغتصاب أمه.

وكتب ستيفن كالين، مراسل الوكالة من العراق، "كان التلقين - الذي تلقاه (مراد) خلال فترة أسره، التي امتدت 20 شهراً في العراق وسورية- ذا تأثير بالغ مما دفع الصبي لإبلاغ أمه بأنه يريد البقاء في المعسكر الذي دربه فيه التنظيم على قتل "الكفار" بمن فيهم أبناء طائفته".

وقالت الأم التي رفضت ذكر اسمها "تغير تفكير ابني، وأغلب الأولاد كانوا يقولون لأسرهم "اذهبوا وسنبقى نحن". ظل ابني يقول "لن أذهب معكم"، حتى اللحظات الأخيرة قبل تحركنا".

اقتنع مراد في الأخير بفكرة الفرار مع والدته وأخيه الصغير، في وقت سابق من نيسان/أبريل. وهم الآن في منطقة خاضعة لسيطرة الأكراد.

ومنذ أشهر، تنشر وسائل الإعلام قصص أطفال من الطائفة الأيزيدية نجحوا في الفرار من داعش. ولا يخفي الأخير عمليات التجنيد المكثف للأطفال، بل يفاخر بمن يسميهم "أشبال الخلافة".

ويهيئ التنظيم المتشدد الأطفال للقيام بعمليات انتحارية أو للمشاركة في العمليات العسكرية في جبهات القتال، وفي بعض الأحيان يشركهم في تنفيذ عمليات إعدام الأسرى الذين يلقى عليهم القبض، ويظهرون أيضاً في الأشرطة الدعائية لداعش.

رحلة فرار

استغلت أسرة مراد فرصة مغادرة المقاتل الذي "اشترى" والدته المنزل، لجلب الطعام. وتمكنت، بمساعدة صديق، من الوصول إلى مهربين.

"أمضوا ليلة في منزل آمن، قبل رحلة مدتها تسع ساعات على دراجة نارية في أرض يسيطر عليها الأكراد السوريون. وبعد ثلاث ليال في بلدة كوباني على الحدود التركية، انطلقوا في طريقهم إلى إقليم كردستان العراق"، يقول تقرير رويترز.

كلفت رحلة الهرب أسرة مراد 24 ألف دولار أميركي.

لكن الأسرة، وإن أصبحت الآن في مأمن، ما تزال تعاني آثار الـ20 شهراً التي قضتها في قبضة داعش. "لا يتحدث ابنها الأصغر عماد الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام كثيراً، لكنه يلعب بكثرة. أما مراد، فيبدو متأثرا بشكل أكبر فهو نادرا ما يبتسم ويجد صعوبة في التواصل ويحرك جسده بتوتر باستمرار"، يضيف التقرير.

ورفض مراد الإجابة على أسئلة الصحفي ستيفن كالين مطلقاً.

تقول الأم "كانوا يعلمون الأطفال كيفية القتال وخوض الحرب لقتال الكفار". وهم ، في أعين داعش، الشيعة وقوات البشمركة الكردية العراقية ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، إلى جانب فئات أخرى.

*الصورة: أطفال سوريون من مدينة كوباني (عين العرب) يلهون في مدينتهم التي دمرها داعش/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: