بقلم إلسي مِلكونيان:
تراجعت صورة الإسلام في فرنسا وألمانيا، وفقاً لاستطلاع رأي جديد أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام (إيفوب) لصالح جريدة "لو فيغارو" الفرنسية ونشرت نتائجه الخميس، 28 نيسان/أبريل.
وكشفت نتائج الاستطلاع عن نسبة تراجع في فرنسا أكثر من ألمانيا. وذكرت الصحيفة أنه "في 2010 كان 55 في المئة من الفرنسيين يعتبرون أن نفوذ الإسلام وحضوره أكبر مما ينبغي في بلادنا. ووصلت نسبتهم اليوم إلى 63 في المئة، بزيادة ثماني نقاط".
وهناك أسباب أخرى تظهر الفروقات بين البلدين في عدة مجالات. فقد أشار 68 في المئة من الفرنسيين إلى أن المسلمين غير مندمجين جيداً في المجتمع مقارنة مع 71 في المئة في ألمانيا. وهي نسب لم تتغير كثيراً بالنظر إلى ما كانت عليه في 2010.
لكن 47 في المئة من الفرنسيين يعتقدون أن "وجود مجموعة مسلمة يشكل تهديداً"، بينما رأى 19 في المئة أن وجود المسلمين هو عامل إثراء ثقافي، بينما 34 في المئة لم يؤيدوا أياً من الرأيين. أما في ألمانيا فكانت النسب 43 و20 و37 في المئة على التوالي.
أما بالنسبة لـ"نفوذ الإسلام وحضوره"، اعتقد 48 في المئة من الألمان أنها أكبر مما ينبغي. ويعارض 63 في المئة ارتداء الحجاب في فرنسا، مقارنة مع 45 في المئة في ألمانيا.
وجواباً على سؤال "عدم اندماج المسلمين بصورة جيدة" يأتي "رفضهم الاندماج في المجتمع" في المقدمة برأي 67 في المئة من الفرنسيين (بزيادة ست نقاط)، و"التباعد الثقافي الشديد" برأي 45 في المئة (بزيادة خمس نقاط). وتأتي الإجابات بنسب متقاربة في ألمانيا وفرنسا.
عدة أسباب .. والإرهاب والهجرة على رأسها
وحول نتائج هذا الاستطلاع يقول مصطفى الطوسة، المحلل السياسي من باريس إن "هناك عدة أسباب تقف وراء انهيار صورة الإسلام داخل المجتمع الفرنسي: على رأسها الاعتداءات الارهابية التي ضربت فرنسا مؤخراً وموجات الهجرة التي انهالت على دول الاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة السورية".
ويتابع الطوسة في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "إذا ما مزجنا بين العنصرين نصل إلى ما يشبه الكابوس الأمني والاجتماعي التي أصبحت هذه المجتمعات تعاني منه حالياً وتعكسه نتائج هذا الاستطلاع".
ويضيف الطوسة "بما أن هذه التطورات جاءت في ظروف كانت فيها الإسلاموفوبيا تحطم أرقاما قياسية، فإن ذلك ساعد في توجيه أصابع الاتهام إلى الإسلام والمسلمين، فأصبحوا منبع عنف وإرهاب وزعزعة لاستقرار هذه المجتمعات. واستغل رموز الطبقة السياسية الفرنسية هذه الأحداث الدامية والأليمة لطرح أسئلة معينة منها: هل الإسلام قادر على العيش تحت سقف الجمهورية التي تعتبر العلمانية احدى ركائزها المؤسسة؟ وهل لدى المسلمين الإرادة في الاندماج داخل هذه المجتمعات الغربية والانصهار في ثقافتها واحترام قوانينها؟".
طرح هذه الأسئلة وحده، حسب الطوسة، "كان كفيلاً بتوجيه أصابع الاتهام إلى الإسلام كدين واعتبار وجوده على التراب الأوروبي و داخل مجتمعاته تحديا أمنياً غير مسبوق في التاريخ".
الصورة: مسلمون يؤدون الصلاة في مرسيليا جنوب فرنسا/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659