متابعة حسن عبّاس:

بدأ القضاء الألماني، الثلاثاء 3 أيار/مايو، بمحاكمة جهادي بتهمة ارتكاب "جريمة حرب" في سورية. وتأتي هذه المحاكمة كفاتحة لسلسلة محاكمات ستطال جهاديين آخرين بعضهم سوري الجنسية.

صورة فضحته

ومثُل آريا لاجوردي، وهو شاب ألماني إيراني الأصل وعمره 21 عاماً، أمام الغرفة الجنائية لمحكمة الاستئناف في فرانكفورت، بتهمة "ارتكاب جريمة حرب"، وسيصدر عليه الحكم في 14 حزيران/يونيو.

وكان لاجوردي قد اعتُقل في تشرين الأول/أكتوبر 2015، في عملية دهم لشقته في فرانكفورت، وذلك بعد مذكرة توقيف كانت قد صدرت بحقّه.

أما السبب فهو التقاطه صورة مع رجلين آخرين أمام رأسين مغروستين على رمحين في سورية، خلال ربيع 2014، ثم وضع الصور على فيسبوك.

ووصفت النيابة الاتحادية تصرفهم بأنه قرار متّخذ عن سابق تصوّر وتصميم، معتبرةً أنهم استخفوا بالضحايا.

وكان لاجوردي قد توجّه إلى سورية في ربيع 2014 بهدف الالتحاق بالمجموعات الإسلامية، بحسب معلومات النيابة، قبل أن يقرّر في وقت لاحق العودة إلى ألمانيا.

تحقيقات أخرى

ومحاكمة هذا الشاب الألماني هي الأولى من نوعها في ألمانيا التي استقبلت 1.1 مليون لاجىء عام 2015، جاء نصفهم من سورية والعراق، البلدين اللذين شهدا تجاوزات ارتكبتها الأطراف المتقاتلة.

وكل يوم، تصل بين 25 و30 معلومة إلى المحققين الألمان من خلال ملفّات اللجوء الخاصة بالسوريين. وبين مئات آلاف اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا، هنالك الكثير من الشهود والضحايا والمشتبه بهم.

ومنذ نهاية عام 2013، صارت الاستمارة التي يملأها اللاجئون السوريون وبعض اللاجئين من جنسيات أخرى تتضمن أسئلة عن جرائم الحرب.

حالات سابقة

في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت النيابة الألمانية عن اعتقال سوري يُدعى سليمان أ. س، 24 عاماً، موضحةً أن نتائج التحقيق أفادت بأن الشخص الموقوف ينتمي إلى مجموعة مسلحة (على علاقة بجبهة النصرة) وشارك بين آذار/مارس وحزيران/يونيو 2013 في حراسة رجل اختُطف قرب دمشق ثم تمكن من الهرب في تشرين الأول/أكتوبر 2013.

وفي السادس من أبريل 2016، أعلنت الشرطة الألمانية أنها اعتقلت، في منطقة فستفاليا، رجلاً سورياً يُدعى إبراهيم ف.، 41 عاماً، في عملية نفّذتها القوات الخاصة في شرطة المقاطعة.

ويُشتبه أن هذا الرجل قاد ميليشيا محلية مؤلفة من نحو 150 شخصاً في أحد أحياء مدينة حلب. واتُّهم بأنه قام "بشكل متكرر" بأعمال "غير إنسانية" وبأعمال نهب، والقيام بسجن مدنييْن وتعذيبهما لأنهما حاولا حماية حيّهما من أعمال النهب.

وأوضحت متحدثة باسم النيابة الاتحادية الألمانية أن "10 تحقيقات متصلة بسورية والعراق" حول ارتكاب جرائم حرب مطروحة الآن أمام النيابة الاتحادية، بالإضافة إلى 30 دعوى ضد جهاديين سابقين بتهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية".

نقطة بداية

وأكّدت الخبيرة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" جيرالدين ماتيولي أن تدفق اللاجئين يقدم فرصاً جديدة لجمع المعلومات الدقيقة".

ولكنها لفتت إلى أن الملاحقات القضائية الجارية يمكن أن تطال "أشخاصاً ليسوا من الصفوف العليا بالضرورة٬ ومن المعارضة"٬ دون أن تعكس "خطورة الجرائم التي ارتكبها النظام".

والسبب في ذلك هو أن المسلحين المساندين للنظام السوري قليلاً ما يتركون ساحة المعركة ويلجأون إلى أوروبا كونهم يعيشون في مناطق شبه آمنة تقع تحت سيطرة النظام.

وبرأي ماتيولي "هذا الخلل يطرح مشكلة لكن يجب أن نبدأ من مكان ما".

ويُشار إلى أنه في نهاية شباط/فبراير الماضي، أوقف جندي سابق في الجيش السوري في السويد. لكن العسكريين السوريين يبقون نادرين بين اللاجئين.

*الصورة: مقاتلون إسلاميون في سورية/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: