بقلم علي عبد الأمير:
من العاصمة الأردنية، أكّد المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي لمحاربة داعش، بريت ماكغورك الإثنين، 16 أيّار/مايو، أن التنظيم "ينكمش وأصبح في موقف دفاعي بشكل كبير"، مشدداً على أن جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للسيطرة على الموصل والرقة "تحقق تقدماً".
واختيار عمّان، من قبل ماكغورك، للقول إن قوات التحالف توجه "ضربات دقيقة" للتنظيم في الموصل بشكل شبه يومي، ومنها عملية جرت في الآونة الأخيرة واستهدفت خزائن أموال داعش، وتم الاستيلاء منها على ملايين الدولارات، يأتي للتأكيد على صلة الأردن الوثيقة بالتحالف الدولي في الحرب على التنظيم الإرهابي، مثلما يكشف عن أسئلة جوهرية تتعلق بقدرة التحالفات الإقليمية، ومنها التحالف الإسلامي الذي سبق للأردن أن رحب به وكانت قد أعلنته دولة محورية في المنطقة هي السعودية، وكذلك حول دور المجتمعات المحلية في الحرب على الإرهاب.
وفي حديثه عن دور التحالفات الإقليمية والإسلامية الأخيرة، يشير الكاتب والمعلق العراقي عامر القيسي إلى علاقة ما بين تلك التحالفات والتدخلات العسكرية في الدول التي يشكل منها الإقليم، موضحاً أن "أشكال التدخلات الإقليمية والإسلامية في العراق، لم تنجح في حل أزمته المستعصية، وإنّما عقّدتها وأدخلتها في متاهات ستطيل من عمر الصراع الدائر الآن بسبب تمدد الإرهاب على ثلث الجغرافية العراقية".
و في مداخلة مع موقع (إرفع صوتك)، يرى القيسي أن التدخلات العسكرية قدمت "مساعدات لقوى الإرهاب من داخل المجتمعات نفسها. واصطفت قوى، كان بالإمكان تحييدها، مع الإرهاب تحت دواعي الوطنية والجهاد والحفاظ على السيادة، وما إلى ذلك من الشعارات التي تستخدمها الأنظمة أيضاً والتي تدغدغ جمهوراً واسعاً بسبب مستويات الوعي السياسي".
ومن هنا، فالحصول على نتائج إيجابية في مكافحة الارهاب، بحسب القيسي، يتطلب "دعم القوى الحيوية في مجتمعات تلك البلدان التي تعاني من الإرهاب، والأصح دعم القوى المعتدلة، مثل دعم السنّة في العراق لمحاربة داعش السني، ودعم الشيعة في العراق في محاربة المليشيات الشيعية التي تصنف بعضها في خانة الإرهاب. والحل الضامن والحقيقي هو في دعم تلك القوى (المحلية) ليس في محاربة الإرهاب فقط، وإنما مساعدتها في التخلص من أنظمة التعسف والدكتاتورية وبناء أنظمة ديمقراطية بديلة عنها".
ويشار إلى أن المبعوث الرئاسي الأميركي إلى التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، وخلال مشاركته في مؤتمر عقد في بغداد، 10 نيسان/أبريل 2016، لمناقشة أوضاع الفلوجة، أكّد على أن مؤشر الحملة الدولية على داعش، يلتقي مع مؤشر عراقي بل ومحلي، يمثله جهد المجتمع المحلي في المدينة المحتلة ومحافظة الأنبار بشكل عام.
*الصورة: تدريبات في الأردن على عمليات خاصة ضمن الحرب على الإرهاب/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659