متابعة خالد الغالي:
أفاد تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" عن الحياة في مدينة سرت الليبية أن تنظيم داعش قام بإعدام 49 شخصاً، منذ دخل المدينة في شباط/فبراير 2015.
وحمل التقرير عنوانا لافتا "نشعر وكأننا ملعونون: الحياة في ظل داعش في سرت الليبية"، ويمتد على 41 صفحة.
وقالت أحلام، 30 عاما، في تصريح لهيومان رايتس ووتش، وهي تبكي إن "الحياة في سرت لا تطاق. الجميع يعيشون في رعب. إنهم يقتلون الأبرياء، ولا توجد متاجر ولا مستشفيات ولا أطباء ولا ممرضون ولا دواء... يوجد جواسيس في كل الشوارع. أغلب الناس غادروا ولكننا عالقون. ليس لدينا ما يكفي من المال لنغادر".
التقت "هيومان رايتس ووتش" بأحلام في مصراتة، حيث قدمت بحثا عن العلاج. وبكت عندما قالت إن عليها العودة إلى مدينتها سرت.
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية، في التقرير الذي نشرته الأربعاء، 18 أيار/مايو، إن الإعدامات التي نفذها تمت "بطرق تشمل قطع الرؤوس وإطلاق النار"، وإن من بين المعدمين "مقاتلين أسرى ومعارضين سياسيين وأناسا اتهمهم داعش "بالتجسس" و"السحر والشعوذة" و"إهانة الذات الإلهية".
واعتمدت "هيومان رايتس ووتش" في إنجاز التقرير، على مقابلات مع سكان من مدينة سرت، بعضهم لديهم أقارب قتلوا أو اعتقلوا على يد داعش.
https://twitter.com/hrw_ar/status/732901804577558528واعتبرت هيومان رايتس ووتش أن هذه الإعدامات قد ترقى إلى "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
وقال تقرير المنظمة "قتل المدنيين أو المقاتلين الجرحى أو الأسرى، على أيدي أفراد طرف في نزاع مسلح، يشكل جريمة حرب، كما هو حال إعدام أشخاص دون محاكمة عادلة أمام محكمة عادية".
وتابع "الإعدامات غير القانونية والأعمال الأخرى التي نفذها داعش في ليبيا، نظرا إلى طبيعتها وحجمها، قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".
وقالت ليتا تايلور، وهي باحثة في المنظمة مختصة بشؤون الإرهاب "في الوقت الذي يتركز فيه انتباه العالم على الفظائع في سورية والعراق، ينجو داعش بجرائمه في ليبيا"، وفق ما نقل بيان لـ "هيومان رايتس ووتش".
وأجرت المنظمة أيضا مقابلات عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولين محليين منفيين وأعضاء من تنظيمات مسلحة مناوئة لداعش، وكذا مسؤولين في حكومة مصراتة ومحللين أمنيين للشؤون الليبية.
ونقلت المنظمة الحقوقية عن سكان من مدينة سرت حديثهم عن "مشاهد مرعبة" تحت حكم داعش.
وتحدث هؤلاء عن "قطع الرؤوس في الشارع"، و"جثث في ملابس برتقالية تتدلى من السقالات"، وعن "خطف الرجال من منازلهم ليلا على يد مقاتلين ملثمين".
وبدأ تنظيم داعش سعيه في الاستيلاء على مدينة سرت في شباط/فبراير 2015، قبل أن ينجح في السيطرة عليها بالكامل بحلول آب/أغسطس. وهي الآن أكبر معقل له خارج منطقة نفوذه الرئيسية في العراق وسورية.
*الصورة: إحدى المناطق المدمرة في سرت/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659