متابعة علي عبد الأمير:

في غضون أسبوع، خرج  تنظيم داعش من حرصه على تعزيز "دولته" إلى محاولة كسر دولة العراق عن طريق زرع الخوف والكراهية الطائفية، بحسب ما يورده تقرير الكاتبة نانسي يوسف في موقع " ذا ديلي بيست".

ففي الأسبوع الماضي، ذبحت العرائس والمتسوقين والأبرياء في "حملة داعش لتقسيم الدولة العراقية". فقتل الثلاثاء، 17 أيار/مايو، 63 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 100 في ثلاثة تفجيرات، ضربت الأسواق الشعبية.

وكان أكثر من 200 شخص قتلوا في الأسبوع الماضي، ضمن ما أصبح أعنف موجة من التفجيرات تضرب العاصمة منذ سنوات. وقد اقتحم عناصر داعش مقهى لمشجعي كرة القدم في مدينة بلد، واستهدفوا النساء في صالون لتصفيف الشعر كن على وشك الاحتفال بزفاف في شمال شرق بغداد، وسوقاً للفواكه والخضار في حي الدورة.

ويلفت التقرير إلى أن التصاعد المفاجئ في هجمات داعش على بغداد، وبحسب مسؤولين أميركيين، يشير إلى أن الجماعة الإرهابية لم تعد ملتزمة بالتوسع الإقليمي. وبدلاً من ذلك، فهي تتطلع لتعطيل قدرة القوات الحكومية العراقية على ضرب مركز الجماعة في الموصل عن طريق وضع تلك القوات في موقف دفاعي حول بغداد. وذلك انطلاقاً من منطق يقول، إنّه إذا كانت قوات الأمن العراقية تكافح لوقف الهجمات التي لا تنتهي في بغداد، فإنها لن تكون قادرة على قطع مئات الكيلومترات شمالاً لاستعادة ثاني أكبر مدينة في العراق، أي الموصل، كما الاحتجاجات المتزايدة والمناهضة للحكومة، عملت على تعزيز القوات في بغداد وتكريس نصف قواتها للدفاع عن العاصمة، كما يقول مسؤول عسكري أميركي.

"على الرغم من سعي عناصر داعش للسيطرة على بغداد، لكنهم يفهمون أنهم ليسوا قادرين على شن حملة ناجحة ضد المدينة الآن، وذلك سيكون شيئاً مختلفاً تماماً عن السيطرة على الفلوجة والموصل، ليس لأنها تخضع لسيطرة شيعية، بل لأن أقصى ما يمكنهم القيام به ضد المدينة في هذا الوقت، هو محاولة لزرع الفوضى وتدهور الأمن، وجعل الناس يشعرون بالضعف من خلال هذه التفجيرات والهجمات متفرقة"، كما يقول عضو مساعد في الكونغرس الأميركي.

ويوضح التقرير إلى أن التفجيرات تكاد تقوض خططا لتهدئة التوترات بين السنة والشيعة في ظل قيادة "رئيس وزراء عراقي غير طائفي، حيدر العبادي".

ويقول المتحدث باسم الجهد العسكري الأميركي في العراق وسورية الكولونيل ستيفن وارن "على الرغم من أننا نعتقد أن داعش في موقف دفاعي، وأنه يتراجع، فإنه لا يزال يشكل تهديداُ للشرعية. إنّه عدو خطير وذكي"، مضيفاً في حديث إلى الصحافيين  في وزارة الدفاع الأميركية، الأسبوع الماضي "هكذا، لقد رأينا محاولة التنظيم لخلق الفتنة، لخلق التنافر، فقد تركزت هذه الضربات وفي كثير من الحالات، على المناطق الشيعية المكتظة بالسكان، ضرب النساء، المدنيين، والأطفال، وهؤلاء في أي حال من الأحوال، لا يمكن اعتبارهم مقاتلين أو يشكلون تهديدا لداعش".

وبحسب التقرير، يشير المسؤولون العراقيون بإصبع اللوم إلى الفلوجة، المدينة التي يسيطر عليها السنة ولا تبعد غير ساعة واحدة فقط عن بغداد من جهة الغرب، وتخضع لسيطرة داعش منذ وقت هو الأطول من أي مدينة عراقية أخرى سيطر عليها التنظيم، لكنهم يشكون بقدرة الجماعة الإرهابية على إرسال الانتحاريين إلى الأحياء الشيعية في بغداد عبر طريق سريع طويل.

وتوضح الكاتبة نانسي يوسف "في الوقت نفسه، قام قادة الشيعة قواتهم المسلحة بما في ذلك التابعة لرجل الدين المتمرد مقتدى الصدر بتحشيد مقاتليهم لتأمين العاصمة. وهناك الآلاف مما يسمى بـ (القوات الشعبية الجوالة) التي تقوم بدوريات في بغداد، التي باتت تتشكل من إقطاعيات مختلفة"، فيما تنقل عن كريستوفر هارمر، المحلل في "معهد واشنطن" قوله "إننا نشهد في ذلك المزيد من الإنقسام بين الميليشيات الشيعية".

*الصورة: من مشاهد التفجيرات الأخيرة في أسواق مدينة الصدر ببغداد/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة: