بقلم حسن عبّاس:
أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن قلق شديد على مصير المدنيين الباقين في الفلوجة، في وقت تشكّل فكرة القلق عليهم مصدراً لحرب تغريدات شرسة بين مؤيدي عملية تحرير الفلوجة ومعارضيها.
وقال دوجاريك الإثنين، 24 أيار/مايو، إن "المدنيين يواجهون خطراً شديداً في محاولتهم الفرار. ومن المهم أن تتوفر لهم بعض الممرات الآمنة".
وعكست تغريدات كثيرة على موقع تويتر قلقاً شعبياً على المدنيين.
https://twitter.com/malarab1/status/734517057971228673وفي ظل أنباء عن وقوع عدد من القتلى المدنيين في الفلوجة، يدعو بعض مؤيدي العملية العسكرية إلى الانتباه أكثر على حياة الناس، بينما وصل الأمر ببعضهم إلى إنكار وجود مدنيين من الأساس داخل المدينة.
ويوم الأحد، 22 أيار/مايو، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق عملية "كسر الإرهاب" عسكرية لتحرير مدينة الفلوجة من قبضة داعش.
وتقع الفلوجة على بعد 60 كيلومتراً من بغداد وكانت المدينة الأولى التي سيطر عليها داعش، وذلك في كانون الثاني/يناير 2014. وبعد ستة أشهر من ذلك التاريخ أعلن داعش "دولة خلافة".
وقدر الجيش الأميركي مؤخراً أن ما يتراوح بين 500 إلى 700 متشدد من تنظيم داعش موجودون حالياً في الفلوجة.
مدنيّو الفلوجة تحت النار
وعن أعداد المدنيين الذين لا زالوا مقيمين في الفلوجة، قال ستيفان دوجاريك "تقديراتنا تشير لوجود نحو 50 ألف مدني في الفلوجة. ولا يزال الموقف الإنساني متقلباً بالتأكيد".
وتقل هذه التقديرات للمدنيين الباقين في الفلوجة عن التقديرات العراقية وتقل بقليل عن تقديرات عسكريين أمريكيين بوجود ما بين 60 و90 ألفاً. وكانت الفلوجة موطناً لنحو 300 ألف شخص قبل الحرب الحالية.
وخلال الأيام الماضية، نفّذت طائرات حربية عراقية وأخرى تابعة للتحالف الدولي غارات عنيفة على محيط المدينة وعلى بعض المواقع داخلها.
وشرح العقيد المتقاعد في القوات الأميركية الخاصة ديفيد ويتي أن "هذه العملية يقودها جهاز مكافحة الإرهاب الذي استخدم قوة نارية جوية بشكل مكثف في الرمادي ما أسفر عن دمار كبير في المدينة".
والرمادي هي كبرى مدن محافظة الأنبار التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها مطلع العام الحالي من الجهاديين.
وبرأي ويتي، وهو مستشار سابق في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي "يجب عدم تكرار هذا النموذج في المعارك القادمة"، منتقداً استراتيجية "تدمير المدينة من أجل إنقاذها" ومنتقداً وصف ذلك بأنه "إحلال للسلام".
صعوبة مغادرة المدينة
وكانت الحكومة العراقية قد دعت المدنيين إلى مغادرة المدينة وقالت إنها ستفتح ممرات آمنة لهم.
وأفاد سكان يعيشون في وسط المدينة بأنهم فرّوا إلى مناطق آمنة نسبياً عند الأطراف الشمالية لكن القنابل التي زرعها داعش على جوانب الطرق منعتهم من مغادرة المدينة.
ودعا بيان صادر عن قيادة العمليات العراقية المشتركة أهالي الفلوجة إلى "الابتعاد عن مقرات عصابات داعش وتجمعاتها إذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي".
كما طلبت القيادة من "كافة العائلات التي لا تستطيع الخروج من الفلوجة رفع راية بيضاء على مكان تواجدها".
لكن تنفيذ هذه التعليمات ليس بالأمر اليسير في ظل سيطرة داعش على المدينة. فقد أكّد أحد سكان الفلوجة، وقدم نفسه باسم أبو محمد الدليمي، لوكالة الصحافة الفرنسية أن "داعش لا يزال يفرض حظراً للتجول على السكان ويمنعهم من الخروج".
وقال المدير الإقليمي لمنظمة مجلس اللاجئين النروجي في العراق ناصر موفلاحي في بيان إن "العائلات التي عانت نقصاً في الغذاء والدواء طوال الأشهر الماضية، أصبحت الآن وسط الاشتباكات ومن المهم للغاية أن تمنح طرقاً آمنة للخروج لكي نتمكن من مساعدتها".
وقال موفلاحي لوكالة الصحافة الفرنسية إن نحو ثمانين عائلة تمكنت من الخروج من المدينة خلال الساعات التي سبقت المعارك لكن لم يتمكن أحد بعدها من الخروج.
وتابع "كنا نتوقع أن يتمكن غيرهم من الفرار أثناء الليل، لكن ذلك لم يحدث"، مشيراً إلى "خطة للسلطات المحلية لفتح ممرات إنسانية لم يتم حسمها حتى الآن".
*الصورة: قوات عراقية في الأنبار/عن وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659