بقلم حسن عبّاس:
وسّع تحالف لفصائل سورية مدعومة من واشنطن هجومه ضد داعش ويقترب من معقل التنظيم الرئيسي في مدينة الرقة، في وقت انتقدت فيه المعارضة السورية المقيمة في تركيا تسليح وتدريب هذا التحالف.
وشنّت قوات سورية الديموقراطية، وهي تحالف يضم وحدات حماية الشعب الكردية ومجموعات عسكرية عربية، بمساعدة استشارية من القوات الخاصة الأميركية، هجوماً ضد داعش منذ الأسبوع الماضي.
تضييق الخناق على داعش
وانطلقت القوات المهاجمة من بلدة عين عيسى، وهي بلدة تقع على بعد نحو 70 كيلومتراً غربي مدينة الرقة، ونجحت في السيطرة على سلسلة من القرى حول البلدة. لكنها قالت إن مدينة الرقة نفسها ليست هدفاً للهجوم الحالي.
وتتجه هذه القوات نحو منطقة الطبقة التي يسيطر عليها داعش والتي تقع على بعد نحو 60 كيلومتراً غربي مدينة الرقة.
وكان داعش قد انتزع السيطرة على قاعدة الطبقة الجوية من قوات الحكومة السورية عام 2014، في ذروة توسعه السريع في العراق وسورية.
ولمنطقة الطبقة أهمية لأنها تربط مدينة الرقة بالمناطق التي يسيطر عليها داعش قرب حلب.
وقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطبقة ستكون هدفاً عسكرياً صعباً لأن داعش يخزّن كميات كبيرة من الأسلحة هنالك.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنه سيتعين على قوات سورية الديموقراطية أن تعبر نهر الفرات للوصول إلى بلدة الطبقة الأمر الذي يزيد صعوبة أي هجوم.
داعش يتوسّع في ريف حلب
وللتخفيف من وطأة خسائره، شنّ داعش هجوماً في الريف الشمالي لمدينة حلب وانتزع السيطرة على مجموعة قرى بالقرب من بلدة مارع، في منطقة قرب الحدود التركية.
وقد اقترب عناصر داعش من بلدة أعزاز الواقعة على بعد ستة كيلومترات من الحدود التركية، في خطوة تهدف إلى قطع الإمداد عن مقاتلي المعارضة المعادين للتنظيم.
ورداً على إطلاق صواريخ من أراض واقعة تحت سيطرة داعش في شمال سورية باتجاه إقليم كلس التركي الحدودي، قصف الجيش التركي 58 هدفاً للتنظيم بنيران المدفعية وقاذفات صواريخ، وقتل 28 على الأقل من مقاتليه، بحسب قناة "سي أن أن ترك".
المعارضة السورية تنتقد
من ناحية أخرى، نقلت وكالة "رويترز" عمّن أسمتها "المعارضة السورية الموجودة في تركيا والمرتبطة بالهيئة العليا للتفاوض" أنها دعت جهات الدعم الخارجية إلى زيادة الدعم العسكري لجماعات الجيش السوري الحر.
ونقلت عنها اعتبارها أن مثل هذا الدعم سيسمح لمقاتلي الجيش السوري الحر باستعادة مدينة الرقة العاصمة الفعلية لداعش في سورية.
كما انتقدت هذه المعارضة تسليح وتدريب تحالف قوات سورية الديموقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة متهمة إياه بانتهاج أجندة انفصالية.
من جانب آخر، استقال كبير المفاوضين في المعارضة السورية محمد علوش نهار الأحد، 29 أيار/مايو، من منصبه بسبب ما اعتبره فشل مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف في تحقيق تسوية سلمية، وفي تخفيف الضغوط على السوريين الذين يعيشون في مناطق تحت الحصار، وفي ضمان الإفراج عن آلاف المعتقلين.
*الصورة: مقاتلون أكراد في سورية/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659