متابعة حسن عبّاس:
دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأربعاء، 1 حزيران/يونيو، إلى إبطاء عملية اقتحام مدينة الفلوجة بسبب مخاوف على سلامة الآلاف من سكّانها المحاصرين.
وبعد أسبوع من إعلان بدء الهجوم على الفلوجة، تقدمت القوات العراقية داخل حدود المدينة للمرة الأولى يوم الإثنين، 31 أيار/مايو، وسيطرت على مناطق زراعية في أطرافها الجنوبية، لكن الهجوم توقف قبل الوصول إلى الكتلة السكنية الرئيسية.
وقال العبادي للقادة العسكريين، في غرفة العمليات قرب الجبهة في لقطات بثها التلفزيون الرسمي "كان من الممكن أن تُحسم المعركة بسرعة لو لم تكن حماية المدنيين ضمن خطتنا الأساسية"، مضيفاً "الحمد لله القطعات الآن على مشارف الفلوجة، والنصر الآن باليد".
نقص في الغذاء والأدوية
وبدأت القوات الحكومية وحلفاؤها حصار المدينة قبل ستة أشهر وتدهور الوضع الإنساني في المدينة منذ ذلك الحين.
والآن، تفاقم سوء الحال. وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في بيان، أن الوضع الإنساني يتفاقم مع نفاد مخزونات الغذاء لدى الأسر. وأضاف "يتعذر إدخال المساعدات إلى المدينة، وشبكات توزيع الأغذية في الأسواق لا تزال معطلة. الطعام الوحيد المتاح لا يأتي من الأسواق، بل من المخزونات التي ما زالت لدى بعض الأسر في منازلها".
وقال حسن فرحان صالح، وهو ناظر مدرسة عمره 45 عاماً نجح في مغادرة الفلوجة، لوكالة "رويترز" إن المتشددين يضغطون على السكان لتزويدهم بالمال والطعام. وأضاف "طلبوا منتجات من المزارعين وماشية من أصحاب القطعان".
خطر تجنيد الأطفال
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في العراق بيتر هوكينز، في بيان، إن المتشددين يستغلون المدنيين كدروع بشرية.
وأضاف أن 20 ألف طفل على الأقل محاصرون داخل المدينة وقال إن "الأطفال يتعرضون لخطر التجنيد القسري وضغوط أمنية مشددة إضافة للعزل عن عائلاتهم".
وتابع أن "الأطفال المجندين يجدون أنفسهم مرغمين على حمل السلاح والقتال في حرب الكبار وحياتهم ومستقبلهم في خطر".
اعتقال المغادرين
وفي ظل الظروف الإنسانية الصعبة واحتدام حدة المعارك، هرب بعض سكّان الفلوجة، فقامت السلطات العراقية باعتقال الرجال منهم للتأكد من أنهم ليسوا منتمين إلى داعش.
وفي مدرسة في قرية الكرمة القريبة من الفلوجة والتي لجأ إليها بعض أبناء المدينة الهاربين، قال مهدي فياض، 54 عاماً، لوكالة رويترز "لا تعاملونا وكأننا داعش".
وفياض الذي بُترت ساقه حين كان لا يزال في الفلوجة لإصابته بداء السكري وبسبب نقص الأدوية، هرب من المدينة مع 11 من أفراد أسرته بعد بدء الهجوم. وما أن وصلت المجموعة إلى خطوط الجيش، تم احتجاز الرجال.
وتقول الحكومة العراقية إنها لا تملك خياراً سوى فحص حالات الرجال والصبية الفارين لمنع مقاتلي داعش من التسلل بين صفوف المدنيين وإنها تستكمل إجراءات الفحص بأسرع ما يمكن وبأقصى رعاية ممكنة للمحتجزين في ساحة المعركة.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء، 31 أيار/ مايو، إن السلطات تحتجز نحو 500 رجل وصبي فوق سن 12 عاماً من الفلوجة في عملية فحص تستغرق ما يصل إلى سبعة أيام. وأضافت أنه تم إطلاق سراح حوالي 30 منهم يوم الإثنين.
وأمل فياض "أن يعجل القادة الأمنيون بالفحص الأمني لأقاربي حتى يمكننا الانتقال لمناطق أخرى فيها خدمات وألا نبقى هنا مكدّسين مع قليل من الطعام والدواء".
أما عمّا يحدث داخل الفلوجة، روت عراقية تدعى أم سلام، 40 عاماً، لوكالة "رويترز" أن مقاتلي داعش استخدموا الرجال في قريتها كدروع بشرية مع اقتراب الجيش منهم الأسبوع الماضي.
لا تعرف أم سلام ما إذا كانت ستلتقي مرة أخرى بأقاربها من الرجال، وقالت "لا نعرف إن كانوا أحياءً أو أمواتاً".
*الصورة: نازحون عراقيون فروا من الفلوجة يقتربون من قرية السجر في محافظة الأنبار/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659