متابعة حسن عبّاس:

"هنالك الكثير الكثير من البيوت في مدينة منبج كان داعش قد استولى عليها وأصبحت الآن فارغة"، هذا ما قاله المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش لوكالة "رويترز". "حملوا كل ما يستطيعون حمله وخرجوا من المدينة".

إلا أن الوكالة لم تستطع التأكد من صحة هذه المعلومات.

تقدّم كبير

لكن الأكيد أن قوات سورية الديموقراطية أحرزت تقدّماً كبيراً في هجومها الهادف إلى استعادة مدينة منبج السورية من سيطرة داعش. وقد تمكّنت من قطع خط إمداد حيوي للتنظيم يصل مدينة الرقة، معقل التنظيم في سورية، بمنطقة منبج، وذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي حين لا تزال الاشتباكات مستمرة، أشار المرصد إلى أنه "إذا استمرت قوات سورية الديموقراطية في التقدم بهذه الوتيرة، فقد تدخل إلى مدينة منبج خلال ساعات"، موضحاً أنهم الآن على مسافة أقل من أربعة كيلومترات منها، ومعتبراً أن داعش "سيكون أمام خيارين إما الانسحاب من منبج أو الموت بداخلها".

وأطلقت قوات سورية الديموقراطية التي تتكوّن من قوات حماية الشعب الكردية ومجموعات عربية والمدعومة من أميركا الخميس الماضي، 31 أيار/مايو، عملية عسكرية بهدف انتزاع منبج من داعش. ومنذ ذلك الحين نجحت في استعادة 34 قرية ومزرعة من التنظيم، بحسب المرصد.

وتعد منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل رئيسية لداعش في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة والحدود التركية.

خسائر كبيرة لداعش

وقال شرفان درويش إن الهجوم أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 150 متشدداً، مؤكداً أن أكثر من 50 من جثث مقاتلي داعش بحوزة قوات سورية الديموقراطية.

كما ذكر أن هنالك عدداً من القتلى في صفوف قوات سورية الديموقراطية سيعلن في وقت لاحق. وقدّر المرصد السوري عدد هؤلاء بـ19 عنصراً، في حين قدّر مقتل 56 جهادياً.

قلق على المدنيين

وأوضح درويش أن الهجوم يتقدم بشكل جيّد، وأضاف أن قواته كانت تستطيع الوصول قبل هذا الوقت "لكن المنطقة واسعة وهناك عدد هائل من المدنيين".

وفي السياق نفسه، قالت وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في تقرير نشر الإثنين، 6 حزيران/يونيو، إن الهجوم على منبج تسبب بنزوح 20 ألف شخص، كما يهدد بإجبار 216 ألفاً آخرين على النزوح.

وأشار التقرير إلى أن هنالك احتمالاً أن يواجه الناس "عراقيل" للخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش، داعياً إلى ضرورة توفير المأوى ومياه الشرب والطعام والرعاية الصحية لهم.

تقدّم لقوات النظام

من جانب آخر، حققت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها تقدماً داخل محافظة الرقة، في هجوم شنّته بهدف استعادة السيطرة على مدينة الطبقة.

وبدأت قوات النظام الخميس، 2 حزيران/يونيو، هجوماً انطلق من منطقة اثريا في ريف حماة الشمالي باتجاه محافظة الرقة، تحت غطاء ناري تؤمنه الطائرات الروسية. ويهدف الهجوم، في مرحلته الأولى إلى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً غرب مدينة الرقة.

وبحسب المرصد السوري، تسببت الاشتباكات العنيفة المستمرة بين قوات النظام وداعش بمقتل سبعين عنصراً على الأقل من التنظيم وتسعة مقاتلين من قوات "صقور الصحراء" الموالية للنظام.

وكانت قوات سورية الديموقراطية قد شنّت هجوماً، في 24 أيار/مايو، لطرد داعش من شمال محافظة الرقة، من دون أن تحقق تقدماً سريعاً.

*الصورة: مقاتلون يتدربون في شمال سورية لمحاربة داعش/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: