متابعة حسن عبّاس:

أقرت السلطات الفرنسية للمرة الأولى الخميس، 9 حزيران/يونيو، بأنها تنشر عناصر من قواتها الخاصة في سورية، بهدف تقديم المشورة لقوات سورية الديموقراطية التي تقاتل داعش.

وقال مصدر مقرّب من وزير الدفاع الفرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هجوم منبج كان مدعوماً بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا"، مضيفاً أن الدعم الفرنسي هو لتقديم المشورة، من دون أن يقدّم أيّة تفاصيل عن عدد الجنود.

دور فرنسي عسكري في سورية

وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قد ألمح من قبل إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أميركيين يشاركون إلى جانب قوات سورية الديموقراطية في الهجوم على منبج في محافظة حلب، شمال سورية.

وقال لشبكة تلفزيون فرنسية عامة معلقاً على الهجوم في منبج "يقوم الدعم على تقديم أسلحة ووجود جوي والمشورة".

والخميس، كرّر المتحدث باسم الجيش الفرنسي الكولونيل جيل جارون، في إفادة صحافية روتينية، الكلام المذكور للوزير.

وأضاف "لا نخوض أبداً في تفاصيل عن أي شيء يتصل بالقوات الخاصة التي هي بطبيعتها خاصة. لن تحصلوا على أيّة تفاصيل لحماية أنشطة هؤلاء الرجال".

تدخّل غير مباشر

وذكر المصدر الذي تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية أن العسكريين الفرنسيين، وخصوصاً الموجودين في منبج، لا يتدخلون مباشرة في المعارك، ولذلك فهم لا يقاتلون مسلحي داعش بشكل مباشر.

وأكد أن فرنسا لم ترسل "قوات إلى سورية لأن فرنسيين ذهبوا إليها" للقتال مع الجهاديين، متابعاً "كنا سنذهب حتى لو لم يكن هناك ناطقون بالفرنسية".

وشهدت فرنسا في كانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر 2015 اعتداءات دامية أوقعت 147 قتيلاً ومئات الجرحى ونفّذها فرنسيون عادوا من سورية.

فعالية القوات الخاصة

وقبل ذلك، لم تكن فرنسا تعترف سوى بوجود قوات خاصة قوامها 150 جندياً وتنتشر في كردستان العراق.

وترافق هذه القوات مقاتلي البيشمركة في الجبهة القائمة بالقرب من مدينة الموصل، شمال العراق، وتساعدها في رصد وإبطال العبوات الناسفة اليدوية الصنع وفي استخدام مدافع فرنسية من عيار 20 ملم.

وتشكل العبوات التي يخفيها الجهاديون داخل أغراض أو تحت التراب أو يفخّخون بها عربات ليفجرونها عند نقاط التفتيش الخطر الأكبر على البيشمركة.

وتمتاز القوات الخاصة بقدرتها على الضرب بسرعة وبخفة في مواجهة عدو صعب، وهذا ما يجعل دورها هاماً جداً في المعارك غير التقليدية في العصر الحديث.

وأوضح مصدر من القوات الخاصة الفرنسية طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "المرافقة هي الاختصاص الهام في المستقبل للقوات الخاصة، وهي مهمة تقوم على التجهيز والتدريب والقدرة من خلال عشرة رجال فقط على المساعدة على خوض معركة عبر تقديم المشورة ومهارات مثل توجيه الطائرات والتنسيق والاتصالات عبر الأقمار الصناعية".

كما تتيح المهمات الاستشارية مع الفصائل العربية والكردية في سورية، ومع القوات الخاصة في العراق، جمع معلومات استخباراتية حول تنظيم داعش.

معركة منبج

وفي ما خصّ معركة منبج، وبعد أسبوع من انطلاق حملة لطرد مقاتلي داعش منها، حققت قوات سورية الديموقراطية الخميس، 9 حزيران/يونيو، تقدّماً هاماً ووصلت إلى آخر طريق رئيسي يؤدي إلى المدينة القريبة من الحدود السورية التركية، وصار هذا الطريق في مرمى نيران القوات المهاجمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتأمل واشنطن في أن تؤدي العملية إلى قطع آخر طريق رئيسي يربط داعش بالعالم الخارجي.

ويستخدم التنظيم الحدود السورية التركية منذ سنوات لتلقي الإمدادات وعبور المقاتلين، كما استخدمها مؤخراً في إرسال المقاتلين لشن هجمات في أوروبا.

*الصورة: جندي فرنسي يقف تحت برج إيفل/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: