متابعة إلسي مِلكونيان:
طالب 18 حزباً سياسياً ومنظمة وفصائل مسلحة عراقية السبت، 11 حزيران/يونيو، التيار الصدري بتوضيح موقفه "من أعمال الشغب والاعتداء والتجاوز" التي حصلت في العاصمة بغداد والنجف ومدن عراقية أخرى، وفق مواقع أنباء عراقية.
وعقدت الأحزاب اجتماعاً على خلفية التظاهرات خرجت منه ببيان تقول فيه أنها تندد بـ "الاعتداءات والتجاوزات وأعمال العنف والشغب والتهديد التي قامت بها مجموعات انضمت إلى المتظاهرين وأساءت إلى قيمنا ومقدساتنا وتجاوزت على الممتلكات العامة والخاصة، حيث نعتقد أن هذه التجاوزات لا تعبر ولا تنسجم مع دعوات الاصلاح التي ينادي بها شعبنا وتطالب بها مرجعيتنا الدينية"، مطالبين بـ"محاسبة عناصر الشغب وتطبيق أحكام القانون والعدالة فيهم".
وتجنب البيان اتهام عناصر التيار الصدري ولكن اكتفى بالقول أن "هذه العناصر حاولت ان تضع لنفسها وتجاوزاتها غطاءاً سياسياً من خلال الإنضواء تحت عنوان التيار الصدري. ودعت الأحزاب إلى "الإسراع في برنامج الإصلاح".
وحضر الاجتماع ممثلون عن حزب الدعوة الحاكم ومنظمة بدر وحزب الفضيلة والمجلس الإسلامي العراقي وأحزاب أخرى، فضلاً عن ممثلين عن حركات مسلحة مختلفة.
خلفية الحدث
تظاهر آلاف العراقيين مساء الجمعة، 10 حزيران/يونيو، في عدد من المحافظات للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط، ومكافحة الفساد والفاسدين. كما قامت مجموعات غاضبة أيضاً بمهاجمة مقرات أحزاب في مدن جنوب العراق، منها مقر لحزب الدعوة، وحرق صور وضعت على واجهة البناية، وسط أنباء عن وقوع مصابين بين المتظاهرين.
من جهتها، قامت القوات الحكومية العراقية بإغلاق جميع الجسور والمناطق المؤدية إلى المنطقة الخضراء بكتل إسنتمية وحواجز أمنية لكي تمنع المتظاهرين من الوصول إليها واقتحامها.
مظاهرات مليونية بعد رمضان
إثر هذا الحادث، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى إبعاد محافظة النجف عن التظاهرات مؤكداً على أن يكون التظاهر سلمياً.
وأورد مكتب الصدر جوابه لسؤال تقدم به "مجموعة من الشباب الثوار في النجف الأشرف" تساءلوا فيه عن موقف مدينتهم من التظاهرات. فأجاب الصدر "نعم أبعدوا النجف الأشرف عن التظاهر فلها قدسية ولها ظرفها الخاص، ومن شاء فليتظاهر في بغداد".
وأضاف أن "الضغط على مقار الأحزاب الفاسدة يجب أن يكون سلمياً سواء في النجف أو في باقي المحافظات، فثورتنا سلمية إلى النهاية". ودعا إلى "ترك مقرات الأحزاب فهي لا قيمة لها ازاء فساد الحكومة والتوجه إلى الإعداد لمظاهرة مليونية شعبية سلمية بعد شهر رمضان المبارك".
من جهته، هدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بردع تجاوز المتظاهرين على الأحزاب ومن أي تصرفات متهورة يقوم بها المتظاهرون قائلاً "في الوقت الذي تتقدم فيه قواتنا الأمنية في الفلوجة، ونحن نقطف الانتصارات المتتالية لنعيد ارضنا المغتصبة إلى حضن الوطن، تقوم بعض الجهات المجهولة بحرق مقار ومكاتب الكتل السياسية تحت غطاء التظاهرات". وطالب "قادة الكتل السياسية برفض هذه الأفعال المشينة واستنكارها".
التطورات في الفلوجة
تستمر المعارك بين القوات العراقية من جهة وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى في جنوب وغرب الفلوجة. وأوضح الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوات تسعى للسيطرة على طريق رئيسي في جنوب الفلوجة، وتعهد الساعدي أن المعركة للوصول إلى مركز الفلوجة لن تكون طويلة، وقال "سنكون، خلال أيام وليس أسابيع، هناك في القلب".
وشهد السبت تقدماً للقوات العراقية المدعومة بقوات محلية من أبناء المدينة لتحرير عدة قرى في منطقة النساف، غرب الفلوجة. ونجحت القوات بتحرير منطقة الفلاحات وأجزاءً من منطقة الحلابسة والبوعلوان.
وفي سياق متصل، يعاني المدنيون من أوضاع صعبة. فقد ذكرت قيادة العمليات المشتركة، في بيان، أن "عناصر داعش الإرهابي ارتكبت مجزرة بحق عشيرتي البوصالح والبوحاتم، صباح الجمعة، في منطقة تقاطع السلام غرب الفلوجة، حيث فتح النار على العوائل الخارجة باتجاه العامرية".
وأضاف بيان قيادة العمليات المشتركة أن "الحصيلة الأولية ما يقارب 30 مواطنا بين شهيد وجريح"، وبيّن البيان أن أكثر القتلى هم من الأطفال والنساء، وأن بعضهم لا تزال جثثهم بمكان الحادث.
الصورة: تظاهرات في العراق/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659