متابعة إلسي مِلكونيان:

يمثل الرأي العام مؤشراً مهماً لصناع القرار والاقتصاديين لسن تشريعات تخدم المواطنين.

ولمعرفة آراء المواطنين في الدول العربية حول أبرز المواضيع والتحديات التي تواجههم، أجرى "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" دراسة استقصائية لمعرفة الرأي العام العربي صدر آخرها في كانون الثاني/ديسمبر 2015، وشملت 21,152 شخصاً في 12 دولة وهي: السعودية، المغرب، الكويت، العراق، الأردن، فلسطين، لبنان، مصر، السودان، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا.

خلصت الدراسة إلى أن مواطني الدول العربية يواجهون أربعة تحديات رئيسية. نلخص هنا أبرز نتائجها.

أربعة مواضيع تقلق المواطنين العرب

1- تنظيم داعش: دلت الدراسة على أن غالبية المستطلع آراؤهم يعارضون وجود التنظيم، وهناك 89 في المئة من المشاركين لديهم فكرة سلبية عنه. بينما أيّد سبعة في المئة فقط من العينة وجوده.

علاوة على ذلك، دلت النتائج على عدم وجود ترابط بين الدين وداعش. المشاركون المناصرون لداعش ينتمون إلى فئتين الأولى "كثيرة التدين" والثانية "قليلة التدين". وبتعبير آخر، تنبثق آراء المشاركين الذين عبروا عن تأييدهم لوجود المنظمات الإرهابية عن المظالم التي سببها السياسيون، أي إنها لا تتعلق بالأيديولوجية الدينية. وكمثال عن ذلك التوترات السياسية والطائفية في سورية والعراق، حسب ما أفاد به أكثر من خمس المشاركين الذين اعتبروه عاملا رئيسيا ساعد على تنامي داعش.

ولا تشير إجابات المشاركين إلى حل موحد للقضاء على داعش بل طرحوا عدة سيناريوهات. فقد أشار بعضهم إلى أن الحل يتمثل في الانتقال الديموقراطي في المنطقة (28 في المئة)، القضية الفلسطينية (18 في المئة)، إنهاء التدخل الأجنبي (14 في المئة)، دعم التعبئة العسكرية (14 في المئة) وحل الأزمة السورية بما يتوافق مع تطلعات السوريين (12 في المئة).

موضوعات متعلقة:

كيف تساهم في إدانة العمليات الإرهابية والجرائم التي ترتكب باسم الإسلام؟

رجال دين في كردستان: هذه جهودنا في تحشيد الرأي العام ضد داعش

2- الأزمة السورية: تشير 62 في المئة من الآراء إلى أن إحداث التغيير في النظام السوري هو أفضل سيناريو لحل الأزمة في البلاد. وطرحوا أيضاً سيناريوهات أخرى لإنهاء الأزمة وهي: نسف الثورة السورية والمعارضة (12 في المئة) اتفاق اشترك عليه جميع الفرقاء المتنازعين، القضاء على داعش يمهد إلى إيجاد حل يرضي جميع الأطراف المنازعة (9 في المئة)، إجابة مبهمة (8 في المئة) إجابات أخرى متفرقة.

3- الطاقة النووية في إيران: منذ عام 2011 كانت هناك رغبة متزايدة لكي يصبح الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. لكن آراء مواطني الدول العربية أشارت إلى أن حيازة إسرائيل على مثل هذه الأسلحة يبرر نوايا قوى أخرى وسعيها إلى حيازتها أيضاً كرد على ذلك.

وهناك آراء متباينة حيال هذه القضية. استناداً إلى سياسات إيران في المنطقة، هناك حوالي 40 في المئة داعمين لها و32 في المئة ممن يعارضها. وبنى 31 في المئة موقفه (معارضاً أو مدافعا) بسبب تدخل إيران في شؤون الدول العربية بطريقة هددت أمنها القومي. لكن 16 في المئة يرون أن الصفقة تمثل خضوع إيران للولايات المتحدة بما يخدم مصلحة إسرائيل.

4- الربيع العربي: ما يزال المواطنين العرب مؤمنين بمستقبل الثورات العربية. ويرى 48 في المئة أن الربيع العربي يواجه عوائق عديدة، لكنه نجح في تحقيق أهدافه. لكن 43 في المئة يرون أن الثورات قد انتهت وأن الأنظمة القديمة قد عادت من جديد لتسلم مقاليد الحكم. وتعود أسباب ذلك إلى تراجع الأمن في بعض الدول، التدخل الأجنبي، ظهور المجموعات المتطرفة، تحريض الأنظمة القديمة والأجهزة الإعلامية.

*الصورة: مجموعة من الشباب/Shutterstock

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: