متابعة حسن عبّاس:

منذ إعلان وزارة الداخلية البحرينية إسقاط الجنسية عن أبرز رجل دين بحريني، الشيخ عيسى قاسم، أطلقت إيران مجموعة من مواقف الإدانة الحادّة.

وأدان رئيس مجلس النواب الإيراني علي لاريجاني الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو، القرار واصفاً إيّاه بـ"غير الناضج" و"المغامر".

وأكّد أن حكام البحرين "ينبغي لهم أخذ الدروس والعِبَر من مصير الشاه السابق وأن يفهموا أنهم لا يمتلكون واحداً بالألف من جيشه وسلاحه".

مواقف إيرانية حادّة

وكانت المواقف الإيرانية الحادّة قد بدأت مع اعتبار قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني الإثنين أن "التعرّض لآية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب وتخطيه سيشعل البحرين وكافة أنحاء المنطقة".

وأضاف سليماني أن السلطات في البحرين يجب أن تدرك "أن إهانة آية الله عيسى قاسم ومواصلة الضغط الكثيف على شعب البحرين سيشكل بداية انتفاضة دامية".

من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية الثلاثاء أن "مثل هذه الإجراءات تقضي على كل أمل بالإصلاح عبر الحوار أو بمعالجة سلمية"، في إشارة إلى التوتر في البحرين بين النظام ومعارضيه.

ونصحت الخارجية الإيرانية في بيانها حكومة البحرين "بوضع حدّ لسلوكها غير المشروع وتجنّب قطع كل قنوات الاتصال مع الشعب والقادة المعتدلين في البلاد".

وتتهم المنامة طهران بدعم المعارضة التي تطالب منذ عام 2011 بمَلَكية دستورية وإصلاحات سياسية، كما تتهمها بتدريب "إرهابيين" أوقفتهم قوات الأمن البحرينية بتهمة التحضير لتنفيذ اعتداءات في البلاد.

موضوعات متعلقة:

قلق أردني بعد مقتل ستة جنود على الحدود السورية

يمنيو المهجر يناقشون أفكاراً لمكافحة التطرف

قلق أميركي

من جهة ثانية، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من القرار الصادر بحق قاسم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الإثنين "نحن قلقون من قرار الحكومة البحرينية سحب الجنسية من الشيخ الشيعي المعروف عيسى قاسم".

وأضاف "ما زلنا منزعجين للغاية من الممارسة التي تنتهجها الحكومة البحرينية والمتمثلة بسحب الجنسية تعسفياً من مواطنيها".

تظاهرات مندّدة

وأثار القرار بحق قاسم احتجاجات في البحرين، لا سيما في مسقط رأسه قرية الدراز غرب المنامة.

وتظاهر الآلاف خارج منزله في الدراز، وبدأ العديد منهم اعتصاماً، في ظل انتشار أمني كثيف.

ويلقي قاسم خطبه الأسبوعية كل يوم الجمعة في مسجد في مسقط رأسه، وينتقد دائماً حملة القمع الحكومية للمعارضة والاحتجاجات.

انتقاد حقوقي

واعتبر "مركز البحرين" لحقوق الإنسان أن إسقاط جنسية قاسم "اعتباطي"، وأن الخطوة "ضربة أخرى توجَّه لحرية التعبير في البحرين".

ورأى المركز الإثنين أن القرار "يأتي في سياق القمع المتنامي للحريات" بهدف "إسكات كل أشكال الانتقادات".

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن إسقاط الجنسية طال 261 شخصاً منذ عام 2012، مطالبةً السلطات "بإعادة الجنسية فوراً ومن دون شروط" إلى كل من أُسقطت عنهم خلال الأعوام الماضية.

*الصورة: الشيخ الشيعي البحريني عيسى قاسم/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: