متابعة حسن عبّاس:

يحذّر مسؤولون أميركيون وخبراء من أن الحملة الجوية والبرية ضد داعش ما زالت بعيدة عن القضاء عليه، كما يتوقّعون تغيّر طبيعة أعمال التنظيم الإرهابية.

خسائر داعش

في مؤتمر صحافي عقده يوم الجمعة، 10 حزيران/يونيو، أكّد مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي لمناهضة داعش بريت مكغورك أن التنظيم فقد نصف الأراضي التي كان يستحوذ عليها في العراق ونحو 20 في المئة من تلك التي يسيطر عليها في سورية، كما خسر 30 في المئة على الأقل من إنتاج النفط الذي يشكّل نصف إيراداته.

وفي هذا الإطار، يرى مسؤولون في الإدارة الأميركية أن الخسائر التي تكبّدها التنظيم محت صورته السابقة ككيان لا يقهر.

موضوعات متعلقة:

شركة فرنسية عملاقة تدفع الضرائب لداعش

“غسل العار” وصل إلى أوروبا

وقال مسؤولون في بغداد لوكالة "رويترز" إن سنّة العراق لم يعودوا ينظرون إلى داعش على أنه قوة تحرير كما أن دور الشيعة في القتال بات أقل أهمية مما كان عليه قبل عام.

ونتيجة لذلك، كسب الجيش العراقي قبولاً لدى السنّة ولم يعودوا ينظرون إليه كقوة طائفية يهيمن عليها الشيعة بنفس الحدة التي كانت عليها في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بحسب نفس المسؤولين.

ومع النكسات العسكرية التي تكبّدها التنظيم، تراجع بقوة تدفق المقاتلين الأجانب المتوجهين إلى العراق وسورية، حسبما أورد التحالف الدولي لمحاربة داعش.

حرب عصابات؟

وحذّر مسؤول في الاستخبارات الأميركية، تحدث إلى وكالة "رويترز" بشرط عدم نشر اسمه، من أن خسارة الفلوجة ومدن أخرى قد تدفع داعش إلى التحوّل بصورة أكبر إلى تبنّي أساليب حرب العصابات بهدف إفشال جهود استعادة الخدمات الحكومية.

وقال "يمكننا أن نتوقع أن يستفز تنظيم داعش القوات المحلية في المدن التي كان يسيطر عليها مما يطيل أمد المعارك".

من جانبه، أشار المحلل في مؤسسة راند للأبحاث كن سيث جونز إلى أن هنالك مؤشرات تدلّ بالفعل على تحوّل مقاتلي داعش في العراق إلى أسلوب حرب العصابات.

وقال لوكالة "رويترز" إن داعش يبدو كأنّه "يتخلى عن المناطق التي فقدها وذلك قد يعني أنه يستعد للقتال يوماً ما".

مخاوف جديدة

ويحذّر مسؤولون أميركيون من أن الحملة العسكرية ضد داعش يمكن أن تضفي عليه قدراً أكبر من الشرعية في أعين المسلمين السنّة المستائين من الأوضاع، وخاصةً أن المقاتلين الشيعة والأكراد يمثلون جزءاً رئيسياً من الحملة العسكرية ضده.

وقال المسؤول في الاستخبارات الأميركية لوكالة "رويترز" إن بعص الأنباء التي تردّدت أثناء هجوم الجيش العراقي لتحرير الفلوجة، مثل تلك التي تحدثت عن إعدام 49 سنياً بعد استسلامهم لميليشيا شيعية، "تصبّ في صالح الروايات التي يروّج لها داعش".

كذلك، يخشى بعض المسؤولين الأميركيين من تحوّل التنظيم، مع خسارته أراضٍ في مناطق مختلفة، إلى تكتيكات عسكرية أقل تقليدية وأن يوجّه ويحرّض على تنفيذ المزيد من الهجمات ضد أهداف "ناعمة" في أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم.

وقال الخبير في شؤون الإرهاب في جامعة جورج تاون في واشنطن بروس هوفمان لوكالة "رويترز" إن التنظيم يعوّل على المهاجمين المنفردين الذين يطلَق عليهم وصف "الذئاب المنفردة" في ملاحقة خصومه بتهديدات ينفّذها بالفعل.

وأضاف "تلك هي النيّة الحقيقية وراء هجمات الذئاب المنفردة... تشتيت انتباه أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات والتغلّب عليها".

مطلوب أكثر

وبرغم التقدم الذي تحقق أمام التنظيم على أرض المعركة وفي الجانب المالي، قال مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) جون برينان، أمام لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي "جهودنا لم تحدّ من قدرة الجماعة على الإرهاب ولم تقلّص وجودها على الساحة العالمية".

وأضاف "الموارد التي يحتاجها الإرهاب متواضعة جداً. ويستلزم الأمر أن تعاني الجماعة خسائر أكبر في ما يتعلق بالأراضي والقوة البشرية والمال حتى تنحسر قدرتها على الإرهاب بنحو كبير".

ويعتبر مسؤولون أميركيون وخبراء أن القضاء على تهديد داعش سيتطلب إصلاحات سياسية واقتصادية تواكب المكاسب العسكرية المحقّقة في العراق وسورية.

وقال الخبير في شؤون الإرهاب في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن حسن حسن "أصبحوا تنظيماً قوياً بسبب الفشل السياسي... أخشى أن ينصبّ التركيز بقوة على المكوّن العسكري لا على الأبعاد السياسية والاجتماعية والدينية".

*الصورة: أحد عناصر القوات العراقية يطلق قذيفة آر بي جي خلال مواجهات في الفلوجة/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: