متابعة حسن عبّاس:
"سمعت إطلاق نار. كان الأمر مخيفاً. استحوذ الخوف على الجميع".
هذا ما قالته اليابانية يومي كويي التي كانت تنتظر رحلتها إلى طوكيو عندما بدأ الهجوم الإرهابي على مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول مساء الثلاثاء، 28 حزيران/يونيو، فوجدت نفسها وسط حشد يحاول الهرب.
لحظات الهجوم الأولى
وروت الصومالية اوفتاه محمد عبد الله أنها شاهدت مهاجماً "كان يضع شالاً وردي اللون ويرتدي سترة قصيرة خبأ تحتها بندقية أخرجها وبدأ يطلق النار على الناس".
بدأ مسلسل الرعب مع وقوع انفجارات عند مدخل محطة الرحلات الدولية نحو الساعة العاشرة مساءً، محدثةً "كتلة من اللهب"، بحسب وصف مسافرين. ثم عمد ثلاثة مهاجمين إلى إطلاق النار بالرشاشات على المسافرين وعناصر الشرطة، داخل القاعة الرئيسية للمطار، قبل أن يتم الرد عليهم ويفجّروا أنفسهم.
ونقلت كاميرات المراقبة صور الركاب وهم يجرون هاربين، وأظهرت صور أخرى مسلحاً بملابس سوداء يفجّر نفسه بعد أن أطلق عليه شرطي النار وطرحه أرضاً.
واختلطت الأمتعة المتروكة مع الزجاج المهشم فوق الأرض المغطاة بالدماء. وراح الركاب يهربون في كل الاتجاهات وكان آخرون يبحثون عن مرافقيهم لمعرفة إنْ كانوا قد نجوا.
كانت عطفة محمد عبد الله تسجل أمتعتها عندما رأت مهاجماً يسحب بندقية مخبأة ويبدأ بإطلاق النار. وقالت "أطلق رشقتين، ثم بدأ بإطلاق النار على الناس، هكذا، كما لو أنه سيد المكان".
وأضافت "رأيت أختي تجري، لا أعرف بأي اتجاه. كانت تجري وبعدها شعرت بأني أهوي على الأرض. وبقيت على الأرض حتى انتهى إطلاق النار".
وقُتل في الهجوم الإرهابي 41 شخصاً بينهم 13 أجنبياً وأصيب 239 آخرون بجراح، وهو الهجوم الأكثر دموية الذي تشهده المدينة التركية.
وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم من موقع الهجوم إن "الأدلة تشير إلى داعش"، مستبعداً بذلك مسؤولية خصومه الأكراد.
عرفوا من وسائل التواصل الاجتماعي!
وقال ريتشاردس كالنينس، وهو رجل أعمال من لاتفيا، إن مَن كانوا داخل قاعة السفر ما كان بوسعهم معرفة ما يحدث.
وتابع "كانت هناك حالة من الذعر. الناس كانوا يجرون ويصرخون. لم أعرف ما يجري. اعتقدت في البدء أن هناك شجاراً أو شيئاً من هذا النوع. لم يكن لدي أيّة فكرة".
وأضاف "ثم بدأ الناس يقولون إن هناك انفجاراً، هناك إطلاق نار. عمّت الفوضى. ثم وخلال الساعات القليلة التالية كانت الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما يجري هي عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وأردف "بالحرف الواحد، عندما كنا مختبئين على بعد مئتي متر، أخرج شخص هاتفه لنشاهد الصور التي التُقطت عما يحدث على بعد مئتي متر، كان الأمر لا يصدق".
الاختباء من الموت
واختبأ ناجون آخرون تحت مكاتب تسجيل السفر والأمتعة.
وكتب الصحافي العراقي ستيفن نبيل الذي يعمل في نيويورك والذي كان عائداً من شهر العسل، عدة تغريدات عن الاعتداء على تويتر.
وروى أنه ترك زوجته في المقهى وذهب ليحضر طعاماً من طابق آخر عندما سمع إطلاق نار، فجرى ناحيتها.
https://twitter.com/stevoiraq/status/747929117794852865وتابع "نزلت درجات السلم فوجدت القاعة فارغة والإرهابي يطلق النار باتجاهنا".
https://twitter.com/stevoiraq/status/747929541906038785وأضاف أنهما لجآ إلى صالون حلاقة واختبآ في إحدى خزائنه حيث أمضيا 45 دقيقة بانتظار أن يفتح أحدهم الباب عليهما.
https://twitter.com/stevoiraq/status/747932513440407552وروت الموظفة الإدارية في إحدى جامعات جنوب أفريقيا جودي فافيش أنها كانت عائدة إلى بلادها من إيرلندا، وعندما بدأ اطلاق النار وبدأ الجميع يجري، اختبأت تحت مكتب تسجيل الأمتعة مع الموظفين.
وأضافت لموقع تلفزيون "أخبار أفريقيا" الإلكتروني "بعد 10 دقائق قال لنا أحدهم أن علينا أن نغادر المكان، وقادنا ونحن نجري إلى الطابق السفلي. كان معنا جريحان وكانا ينزفان ويرتجفان خوفاً".
وتابعت "أصيب شخصان بصدمة. بقينا هناك لساعتين تقريباً ثم قالوا لنا أنه يمكننا المغادرة".
وأردفت "مشينا عبر قاعات المطار وكانت الأرض مغطاة بالدماء والحطام. عمّت الفوضى كل مكان. كان الأمر مرعباً".
بتصرّف عن وكالة الصحافة الفرنسية
*الصورة: والدة أحد ضحايا تفجير إسطنبول/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659