متابعة حسن عبّاس:
يعاني القطاع السياحي في تركيا بشدة بسبب الهجمات الإرهابية المتكرّرة التي استهدفت البلد وخاصةً العاصمة إسطنبول، وهذا ما يؤكده التراجع الكبير في عدد السائحين. وحالياً، تعلّق تركيا آمالاً على تطبيع العلاقات مع روسيا للحد من الخسائر الفادحة التي تلحق بهذا القطاع.
بعد الاعتداء الإرهابي في مطار أتاتورك، عاد الحديث بقوة عن تضرر قطاع السياحة التركي بشكل فادح بسبب غياب الأمن. ولكن في الوقت نفسه، يعلّق الأتراك أملاً على دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، 29 حزيران/يونيو، إلى رفع الحظر الروسي على سفر الروس إلى تركيا.
أزمة السياحة التركية
أدت الهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها تركيا في الأشهر الـ12 الأخيرة إلى مقتل العشرات وجرح الآلاف. وانعكس ذلك بشدّة على حركة السياحة إذ سجّل توافد السائحين إلى البلد أدنى مستوياته منذ 22 عاماً.
موضوعات متعلقة:
تركيا وإسرائيل تعلنان المصالحة
هل تسقط العلمانية في تركيا؟
ويشكّل هذا التراجع مصدر قلق كبير للأتراك، فقطاع السياحة يشكل أحد أهم مصادر العملات الأجنبية في الاقتصاد التركي، بمعدل نحو 30 مليار يورو سنوياً.
وقد استهدفت الاعتداءات الأخيرة مواقع سياحية شهيرة. ففي 12 كانون الثاني/يناير قُتل 12 سائحاً ألمانياً في هجوم انتحاري نفذه داعش في منطقة السلطان أحمد التي تكتظ بالسائحين في إسطنبول، والتي تحوي متحف آيا صوفيا والمسجد الأزرق (جامع السلطان أحمد)، وهما من أبرز المواقع السياحية.
وفي 19 اذار/مارس قُتل أربعة سائحين (ثلاثة إسرائيليين بينهم اثنان يحملان أيضاً الجنسية الأميركية وإيراني) في اعتداء نفّذه انتحاري فجر نفسه في جادة الاستقلال الشهيرة في قلب إسطنبول.
وأتى الاعتداء الأخير على مطار أتاتورك الثلاثاء قبل فترة وجيزة من عطلة عيد الفطر التي تشكل مناسبة لقدوم أعداد كبيرة من السائحين. وأسفر هذا الاعتداء عن مقتل 43 شخصاً بينهم 19 أجنبياً.
تراجع كبير
وسجّل شهر أيار/مايو أكبر انخفاض في عدد الوافدين خلال 22 عاماً، مع انخفاض ناهز 35 في المئة، بحسب وزارة السياحة.
وكان عدد السائحين الروس قد تراجع بنسبة 79 في المئة، بعد الخلاف الدبلوماسي بين أنقرة وموسكو، على خلفية إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية فوق سورية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما دفع موسكو إلى فرض عقوبات ضد تركيا منها حظر الرحلات السياحية.
وأدت الاعتداءات الإرهابية إلى تراجع عدد السائحين من جنسيات أخرى، ليبلغ إجمالي نسبة التراجع 23 في المئة، في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.
ويُعتبر استهداف مطار أتاتورك الدولي بمثابة استهداف للنقل الجوي وشركة الخطوط الجوية التركية (توركيش إيرلاينز) التي تعتبر مفخرة تركيا المعاصرة، وتملك واحداً من أحدث أساطيل الطيران في العالم.
عودة السائحين الروس
قبل الاعتداء الإرهابي على مطار أتاتورك، كانت العلاقات الروسية التركية قد شهدت تغيّراً دراماتيكياً، بعد إرسال الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبعد الاعتداء، قدم الرئيس الروسي تعازيه إلى الرئيس التركي. وجاء في تصريح للكرملين أن بوتين أصدر تعليمات للحكومة بالدخول في مفاوضات مع السلطات التركية المختصة لاستعادة التعاون الثنائي بين البلدين، وضمناً رفع القيود المفروضة على السياح الروس لزيارة تركيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين إن "رفع القيود على زيارات السائحين الروس لتركيا كان مقصوداً، ومن المستحسن في هذه الحالة أن تتعهد الحكومة التركية باتخاذ المزيد من الخطوات التي تهدف إلى الحفاظ على أمن المواطنين الروس في تركيا".
واليوم الخميس، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن "الجانب الروسي مستعد لاستئناف العلاقات السياحية مع الجمهورية التركية بشكل كامل، وننتظر من السلطات التركية اتخاذ تدابير حاسمة لتوفير أمن المواطنين الروس الذين يزورون تركيا لأغراض السياحة".
الصورة: الرئيسان الروسي والتركي فلاديمير بوتين ورجب طيّب إردوغان/ وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659