بقلم خالد الغالي:
توقعت منظمة الأمم المتحدة أن تبدأ السلطات العراقية بالسماح لسكان مدينة الفلوجة بالعودة إلى ديارهم بحلول شهر آب/أغسطس.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن السلطات العراقية تعكف على إعداد "استمارة عودة"، وستشرع في توزيعها على النازحين ابتداء من 15 تموز/يوليو.
إلا أن قائم مقام الفلوجة عيسى ساير قال في تصريح لموقع (إرفع صوتك) إنه "لم يتم بعد تحديد موعد بعينه لعودة النازحين. لكن هيأنا استمارة لتوزيعها على النازحين وتهيئتهم للعودة".
وأضاف ساير أن عدم تحديد موعد يعود إلى أن "الوحدات الأمنية ما تزال منتشرة في المدينة، كما أنه لم يتم تفتيش كل الأحياء والبيوت، إضافة إلى أن الخدمات الضرورية، من ماء وكهرباء وصرف صحي، غير مهيأة لحد الساعة".
وكشف قائم مقام الفلوجة أن شرطة الفلوجة ستتولى مهمة تدبير الأمن داخل المدينة بعد انسحاب القوات العراقية، في حين سيتم تأمين محيط المدينة من قبل غرفة عمليات غرب بغداد.
وأقر ساير بحصول انتهاكات وحرق للبيوت بعد استعادة الفلوجة، أقدم عليها أفراد من قوات الحشد الشعبي. وقال "الانتهاكات موجودة، ونحن نعاني منها بشكل كبير. وهي ليست منظمة، بل فردية. لكن هؤلاء الأفراد لا يستطيع أحد إيقافهم".
وغادر أكثر من 85 ألف شخص ديارهم خلال الحملة التي شنتها القوات العراقية لاستعادة المدينة من تنظيم داعش.
واستمرت الحملة أكثر من شهر، وانتهت الأحد، 26 حزيران/يونيو، بانهزام داعش وخروجه من المدينة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في تقريرها الذي أصدرته الخميس، إن "خطر العبوات الناسفة لا يزال قائما في المناطق التي أمنتها القوات العراقية، وهو ما يشكل تهديدا خاصا للعائدين".
https://twitter.com/UNHCRIraq/status/748853537526939648وأكدت المفوضية أيضا أن مستوى الدمار في المدينة والمناطق التي استعادتها الحكومة العراقية واسع جدا، وهو ما سيصعب مهمة تأمين "عودة آمنة ودائمة على الأمد القصير".
وحسب تقديرات الأمم المتحدة، كان يوجد في الفلوجة 90 ألف نسمة في الوقت الذي بسط داعش سيطرته عليها، في حين قدر عدد سكانها قبل مجيء التنظيم بأكثر من 300 ألف نسمة.
وتقع الفلوجة، ذات الأغلبية السنية، على بعد 60 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، وخضعت لسيطرة داعش لأكثر من عامين.
وتشتكي المنظمة الأممية من ضعف الإمدادات المادية، وحذرت بالتوازي مع الأسبوع الأخير من حملة استعادة الفلوجة من "أزمة تمويل"، قائلة إنها في حاجة إلى 17.5 مليار دولار لتلبية احتياجات الفارين من المعارك.
وكشفت المفوضية أنها تلقت 22 في المئة فقط من الأموال اللازمة لمساعدة النازحين داخل العراق واللاجئين العراقيين في الدول المجاورة.
وتلقت المنظمة 127.7 مليون دولار من احتياجاتها الضرورية التي بلغت 584 مليون دولار في عام 2016.
*الصورة: طفلة نازحة في مخيم للنازحين قرب عامرية الفلوجة/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659