مراجعة علي عبد الأمير:
مع الكشف عن كون منفذي الاعتداء الأخير على مطار إسطنبول هم من أوزبكستان وقيرغيزستان وروسيا، يدور حديث عن "التهديد الأمني الرئيسي الجديد الممثل بجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والتي أصبحت خط أنابيب لتجنيد عناصر الدولة الإسلامية"، كما يكتب من موسكو مراسل "وول ستريت جورنال"، توماس غروف.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن ما يصل إلى 7000 مجند من روسيا وآسيا الوسطى انضموا إلى صفوف داعش في الشرق الأوسط.
ويقول محللون إن المواطنين الروس، وخاصة من منطقة شمال القوقاز ذات الأغلبية المسلمة، أصبحوا يشكلون واحداً من أسرع القطاعات نمواً لتوفير المجندين لداعش، وثمة خطر داهم يمثلونه اليوم، فهم في طريق العودة إلى روسيا، وهو ما يشير إليه جمبلاط أوزدوييف، الناشط في مجال حقوق الإنسان بجمهورية إنغوشيا ذات الأغلبية المسلمة في جنوب روسيا الإتحادية. "سنرى عودة لعدم الاستقرار وعودة الأعمال الإرهابية، ربما سيحدث هذا هنا، وربما في أماكن أخرى".
موضوعات متعلقة:
تفجير في البحرين يتسبب بمقتل امرأة وإصابة ثلاثة أطفال
توقعات ببدء عودة سكان الفلوجة الشهر المقبل
وفي العام الماضي، أعلن مقر الرئاسة الروسية (الكرملين) أن جزءاً من جيش بلاده في سورية يقوم بمحاربة المجندين الجهاديين قبل أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم (في روسيا).
وينقل التقرير حالة يمثلها شابان هما أدلان وموفسار المقيمان في قرية صغيرة بإنغوشيا وسافرا إلى تركيا، مثل باقي المواطنين الروس الذين يذهبون للقتال مع داعش، ومنها استقلوا سيارة للسفر عبر الحدود مع سورية، لينتقلا إلى مخيم يضم عدداً من الرجال الناطقين بالروسية ومن مناطق الشيشان وداغستان وإنغوشيا، وأخذا يتدربان على استخدام مختلف الأسلحة النارية وصنع القنابل.
وبعد أن توصل المسؤولون إلى منزل المتطوع أدلان في قريته، أقر "كنت هناك، وهذا كل ما يمكنني قوله".
ويمثل أدلان وموفسار جيلاً جديداً مختلفاً عن أولئك المقاتلين المتشددين ضمن تمرد إسلامي إقليمي، تجذر في الحروب الانفصالية عن روسيا والتي شهدتها الشيشان.
وكانت "إمارة القوقاز الاسلامية"، أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات، بما في ذلك التفجير الانتحاري في مطار موسكو عام 2011 الذي شهد مقتل 37 شخصاً. وفي العام الماضي، أعلن قادة التمرد الإسلامي المسلح في المنطقة ولاءهم لداعش.
أدلان وموفسار عادا إلى روسيا ويقضيان فترة عقوبات مخففة، بعد أن أثبتا أنهما لم يقاتلا مع داعش فعلياً على أرض المعركة، وأبلغا السلطات أنهما بعد أسبوع على وجودهما في سورية، هربا من معسكر التدريب، وعبرا الحدود مرة أخرى إلى تركيا ومنها اتصلا بذويهما اللذين أمنا لهما العودة إلى الوطن.
وبعد استجوابهما من قبل السلطات الاتحادية والمحلية، وضعا تحت الإقامة الجبرية، وهما يعتبران بموجب ذلك الحكم محظوظين، فروسيا اعتبرت الانضمام إلى داعش جريمة، والذين تثبت إدانتهم يمكن أن يقضوا ما يصل إلى 20 عاماً في السجن.
ويختتم تقرير "وول ستريت جورنال" بالإشارة إلى أن "ذوبان الجليد في العلاقات بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يمكن أن يعزز عملاً مشتركاً مرة أخرى لمكافحة الإرهاب".
*الصورة: والدة أحد ضحايا تفجير إسطنبول/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659