بقلم علي قيس:

تستمر عمليات البحث عن مفقودين في التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة الذي استهدف مراكز تجارية في حي الكرادة وسط بغداد فجر الأحد، 3 تموز/ يوليو، وأسفر عن سقوط 213 قتيلاً على الأقل.

هذا وبدأ العراق الإثنين حداداً وطنياً يستمر ثلاثة أيام على أرواح ضحايا التفجير الذي تبنى تنظيم داعش مسؤوليته عن تنفيذه.

موضوعات متعلقة:

عراقيون… يسترخصون دمنا ويقتلنا الفساد

ألبوم صور من حي الكرادة

وأثار التفجير غضباً لدى العراقيين إزاء عدم تمكن الحكومة من الحفاظ على الأمن ما دفع برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الإعلان عن تعديلات في الإجراءات الأمنية، تضمنت:

- سحب أجهزة كشف المتفجرات المحمولة يدوياً من السيطرات.

- إسراع وزارة الداخلية في نصب أجهزة رابسكان لكشف العربات على جميع مداخل بغداد.

- إسراع قيادة عمليات بغداد في إنجاز حزام بغداد الأمني.

- تكثيف الاستطلاع الجوي والجهد الاستخباري لكشف حواضن الإرهاب.

- منع استخدام جهاز الهاتف النقال من قبل الأجهزة الأمنية عند الحواجز، وتقوم الأجهزة الأمنية الرقابية بمتابعة ذلك.

إلا أن مراقبين قللوا من أهمية تلك القرارات قياساً إلى حجم الخروقات التي تشهدها العاصمة.

"حتى هذه الساعة لم ينفذ أي شيء من حزمة القرارات التي أعلن عنها العبادي"، يقول الخبير الأمني هشام الهاشمي لموقع (إرفع صوتك)، مضيفاً "أنا كشاهد وخلال تجولي في بغداد رأيت جميع السيطرات ملتزمة بنظام التفتيش السابق المعتمد على جهاز كشف المتفجرات اليدوي الفاشل".

وتابع الخبير الأمني أن "هذه القرارات متأخرة ولا يمكن تنفيذها، بسبب عدم الانسجام بين الشرطة الاتحادية وعمليات بغداد من جهة، ووزارة الداخلية وعمليات بغداد من جهة أخرى، وعدم الانسجام هذا هو من أهم أسباب الثغرات الأمنية".

وأعلن بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي مساء الأحد استجابته لمطالب وفد من شباب منطقة الكرادة المتظاهرين الذين التقوا مدير مكتبه، مبيناً أن "العبادي شدد على أهمية محاسبة المسؤولين الأمنيين المقصرين في الكرادة على الخرق الأمني الذي تسبب في العمل الإرهابي الجبان".

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهر مهاجمة شبان غاضبين لموكب رئيس الوزراء العراقي بالحجارة أثناء تفقده موقع التفجير، تعبيراً عن غضبهم من عدم تمكن الحكومة من ضبط الامن، ورداً على ذلك قال العبادي في بيان "أتفهم مشاعر الانفعال والتصرف الذي صدر في لحظة حزن وغضب من بعض أبنائي الأعزاء، والتي رافقت زيارتي لمنطقة الكرادة".

موقف الكتل السياسية يزيد التوتر

في هذه الأثناء، يصف الهاشمي ردة فعل الكتل السياسية بالمريبة، موضحاً "حين تكون ردة فعل السياسيين في الداخل السكوت عن مثل هذه الأحداث المؤلمة، فهذا يشوش الشارع العراقي وبالتالي يزيد من توتره".

"كان من المفترض أن تكون هناك تصريحات صورة ومتابعة مباشرة من السياسيين، فغضب الجماهير فيه مفاجآت كثيرة"، يضيف الخبير الأمني، مشيراً إلى أن "الكتل السياسية حاولت النظر الى الموضوع من خلال ردة الفعل الجماهير الغاضبة تجاه رئيس الوزراء ليتبنوا على أساس ذلك المواقف والتصريحات".

غياب شروط السلامة تسبب بزيادة الضحايا

في سياق ذي صلة، حمل عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي مديرية الدفاع المدني مسؤولية زيادة أعداد ضحايا التفجير لمنح إجازة بناء للأبنية التي استهدفها التفجير دون وجود شروط السلامة.

وقال في حديث لموقع (إرفع صوتك) "سلم الهروب غير موجود في البنايات التي حدث فيها الحريق، بقينا على تواصل مع الضحايا في الطوابق العليا نحو ساعتين هم يستنجدون بنا، لو كان هناك سلم هروب لاستطاعوا النجاة".

وتابع الربيعي "وجدنا عند صعودنا إلى الطوابق جثث ضحايا لم تحترق، بل قضت جراء الاختناق، لو كانت شروط السلامة موجودة لتمكنوا من الهرب".

*الصورة: مخلفات الهجوم الانتحاري في حي الكرادة وسط بغداد/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: