متابعة حسن عبّاس:
اتهمت منظمة العفو الدولية الثلاثاء، 5 حزيران/يونيو، فصائل إسلامية مقاتلة في محافظتي حلب وإدلب في سورية بارتكاب "جرائم حرب" من خطف وتعذيب وقتل، ودعت الدول التي تدعمها إلى الامتناع عن تسليحها.
وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً بعنوان "لقد كان التعذيب عقاباً لي: حالات الاختطاف والتعذيب والقتل بإجراءات موجزة تحت حكم الجماعات المسلحة في حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) بسورية".
الخوف الدائم
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر "يحيا الكثير من المدنيين في ظل خوف دائم من التعرّض للاختطاف إذا تجرأوا على انتقاد سلوك الجماعات المسلحة الممسكة بزمام الأمور، أو في حال عدم تقيّدهم بالقواعد الصارمة التي فرضتها بعض تلك الجماعات في مناطقهم".
موضوعات متعلقة:
ردود أفعال عربية وعالمية تدين استهداف المسجد النبوي
الجزائر: الجيش أنهى معاقل داعش في البلاد
وأضاف "للجماعات المسلحة في حلب وإدلب اليوم مطلق الحرية في ارتكاب جرائم حرب وغير ذلك من خروقات القانون الإنساني الدولي مع إفلاتها من العقاب".
ودعا لوثر الدول الداعمة لتلك الفصائل إلى أن "تتوقف عن نقل أي أسلحة وعدم توصيل أشكال الدعم الأخرى للجماعات المتورطة في ارتكاب جرائم حرب وغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة".
المتّهمون
وتطرق التقرير إلى انتهاكات ارتكبتها خمس فصائل إسلامية هي "حركة نور الدين زنكي" و"الجبهة الشامية" و"الفرقة 16" في حلب، و"جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" في إدلب.
وتسيطر فصائل إسلامية مقاتلة منذ عام 2012 على مناطق واسعة من ريف حلب الشمالي والغربي والجنوبي كما على الأحياء الشرقية في مدينة حلب. ويبسط "جيش الفتح"، وهو عبارة عن تحالف فصائل إسلامية على رأسها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) وحركة أحرار الشام، على كامل محافظة إدلب.
توثيق جرائم
ويوثق التقرير "24 حالة اختطاف ارتكبتها الجماعات المسلحة في محافظتي حلب وإدلب بين عامي 2012 و2016"، ويذكر أن بين الضحايا "ناشطين سلميين وبعض الأطفال بالإضافة إلى أفراد من الأقليات تم استهدافهم لا لشيء سوى لاعتبارات تتعلق بديانتهم".
ونقل التقرير عن ناشط سياسي خُطف على يد جبهة النصرة، في نيسان/أبريل 2015، قوله "تم اقتيادي إلى غرفة التعذيب، قاموا بتعليقي من رسغي بالسقف بحيث لا تقدر أطراف أصابع قدماي على لمس الأرض، ثم انهالوا ضرباً بالكوابل على جميع أنحاء جسدي".
وأضاف "استخدموا بعد ذلك أسلوب الدولاب، وأجبروني على الدخول داخل إطار سيارة قبل أن ينهالوا علي ضرباً بالعصي".
وبحسب التقرير، تعرض محامون وناشطون سياسيون "للاعتداء عليهم من الجبهة الشامية وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام انتقاماً منهم على أنشطتهم ومعتقداتهم الدينية وآرائهم السياسية المفترضة".
واختطف المحامي باسل من منزله في معرة النعمان في إدلب، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، "لمجرد قيامه بتوجيه الانتقادات إلى جبهة النصرة"، بحسب التقرير.
وقال باسل "لقد سررت بتحررنا من حكم النظام السوري الظالم، ولكن أصبح الوضع أكثر سوءاً الآن".
ووثقت منظمة العفو الدولية أيضاً تعرّض ثلاثة فتية يبلغون من العمر 14 و15 و16 عاماً للاختطاف على أيدي عناصر من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام في إدلب وحلب بين عامي 2012 و2015. وأشارت إلى أنه "لا يزال اثنان منهم في عداد المفقودين".
وتحدث التقرير أيضاً عن "أدلة تثبت تنفيذ عمليات قتل بإجراءات موجزة على أيدي عناصر جبهة النصرة وحركة أحرار الشام".
ويشمل القتلى مدنيين "بينهم فتى في السابعة عشرة اتُّهم بأنه مثلي الجنس، وامرأة اتُهمت بارتكاب الزنا".
ونفذت الفصائل المقاتلة في بعض الحالات عمليات القتل هذه أمام حشد من الناس.
*الصورة: مسلحون من المعارضة السورية قرب إدلب/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659