متابعة حسن عبّاس:
تمكّنت قوات النظام السوري الخميس، 7 تموز/يوليو، من تضييق الخناق على الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة. وتدور اشتباكات عنيفة لإبعاد قوات النظام المتقدّمة.
احتدام القتال في حلب
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "سيطرت قوات النظام على القسم الجنوبي من مزارع الملاح المرتفعة شمال مدينة حلب"، مشيراً إلى أنها "وصلت إلى أقرب نقطة لها من طريق الكاستيلو"، المنفذ الأخير المتبقي لمقاتلي المعارضة إلى الأحياء الشرقية للمدينة.
وبحسب المرصد، باتت قوات النظام "ترصد حالياً طريق الكاستيلو نارياً"، ما يجعل الأحياء الشرقية محاصرة عملياً.
موضوعات متعلقة:
هيومن رايتس ووتش: بغداد تتكتم على تحقيقات الفلوجة
لجنة تحقيق بريطانية… حرب العراق لم تكن ضرورية
وذكر المرصد أن الفصائل الإسلامية والمقاتلة تشنّ هجمات مضادة لاستعادة المنطقة. وتدور اشتباكات عنيفة تتزامن مع قصف جوي عنيف لقوات النظام.
وقال عبد الرحمن "لم تتمكن الفصائل الإسلامية والمقاتلة التي تشن هجمات ضد قوات النظام منذ الساعة الثالثة صباحاً من استعادة هذه المنطقة الاستراتيجية"، مشيراً إلى أن ذلك يعود بشكل أساسي إلى "القصف الجوي العنيف الذي تتعرض له المنطقة".
وقصفت قوات النظام الأربعاء الأحياء الشرقية لحلب، ما أسفر عن مقتل شخص، فيما أطلقت الفصائل المعارضة القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين في حي سيف الدولة بعد منتصف الليل، بحسب المرصد السوري.
وتدور منذ قرابة أسبوعين اشتباكات عنيفة شمال مدينة حلب، وخصوصاً في مزارع الملاح.
وشنّت قوات النظام السوري بدعم من حزب الله اللبناني، في شباط/فبراير الماضي، هجوماً واسعاً في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وضيّقت الخناق على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
لكن في 27 شباط/فبراير، فرضت واشنطن وموسكو اتفاقاً لوقف الأعمال القتالية في مناطق عدة في سورية، ما حال دون مواصلة قوات النظام عملياتها.
وانهار الاتفاق في مدينة حلب بعد نحو شهرين من دخوله حيّز التنفيذ.
تهدئة بمناسبة العيد
وتأتي التطورات العسكرية في حلب على الرغم من إعلان الجيش السوري الأربعاء "نظام تهدئة" لمدة 72 ساعة في كافة الأراضي السورية، بمناسبة عيد الفطر، وذلك "اعتباراً من الساعة الواحدة يوم 6 تموز (يوليو) ولغاية الساعة الـ24 يوم 8 تموز (يوليو) 2016"، بحسب بيان للجيش السوري.
ورحّب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء بهذا الإعلان وقال "نرحب بشدة بإعلان الجيش السوري فترة من الهدوء في الاحتفال بالعيد، نأمل كثيراً أن يتم احترامها من قبل جميع الأطراف".
لكن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن كان قد وصف إعلان الجيش السوري بـ"التهدئة الإعلامية"، مشيراً إلى أنه "سرعان ما شهدت خروقات خصوصاً في حلب".
ومن جانب آخر، أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، خلال مكالمة هاتفية الأربعاء، على استعدادهما "لتكثيف التنسيق" العسكري بين البلدين في سورية، بحسب ما أعلن الكرملين.
وشدّد الرئيسان على أهمية استئناف مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة، وذلك بعد فشل جولتين من التفاوض غير المباشر بين الأطراف السورية منذ بداية العام في جنيف.
*الصورة: جانب من معارك قديمة في حلب/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659