بقلم إلسي مِلكونيان:
يحتفل جنوب السودان بعيد استقلاله الخامس السبت، التاسع من تموز/يوليو 2016. لكن قد لا يملك هذا البلد ما يحتفل به فعلاً. فـالدولة الفتية ما زالت تعاني من تبعات حرب أهلية في 2013 واقتصاد مدمر ومشكلة أمن غذائي قد يدفع البلاد إلى شفير المجاعة، مع نسبة تضخم وصلت إلى 300 في المئة وتراجع قيمة العملة بنسبة 90 في المئة، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
ماذا حدث منذ الانفصال؟
بعد أن صوت سكان جنوب السودان لصالح الانفصال في كانون الثاني/ يناير 2011، كان من المفروض على الشماليين والجنوبيين التفاوض على مسائل حساسة لإكمال الانفصال، وهي الثروات النفطية وموضوع ترسيم الحدود والاتفاق على وضع المناطق المتنازع عليها مثل منطقة أبيي الحدودية. بالتالي وقع جنوب السودان مع نظيره الشمالي اتفاقية تعاون في 27 أيلول/سبتمبر 2012، ولكنها استمرت بالتعثر بسبب الانفلات الأمني على الحدود حتى بداية 2016. اتفق البلدان مبدئياً على رسوم عبور نفط جنوب السودان عبر السودان واستخدام أنابيبه.
أسباب النزاع
يعود النزاع بين الشمال والجنوب إلى أسباب رئيسية وهي:
الصراع على النفط: أدى الانفصال إلى فقدان الشمال لمعظم مصادر دخله من النفط، حيث أن معظم حقول النفط تتمركز في الجنوب وبالتالي خسروا عائد النفط من هذه الحقول. وعلى الرغم من حصول جنوب السودان بعد الاستقلال على ثلاثة أرباع الموارد النفطية لكن الخيار الوحيد لتصدير نفطه هو ميناء بور سودان في الشمال بسبب غياب المنافذ البحرية. ويتقاضى الشماليون قسطاً من أموال النفط كرسوم عبور.
الصراعات الداخلية
يعاني جنوب السودان من نتائج خلاف وصراع بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار والذي يقود حركة تمرد منذ عام 2013. وقد أدى ذلك إلى ضعف في المؤسسات والبنى التحتية، ما أثر سلباً على تطور مختلف القطاعات.
الأوضاع في الشمال: على الرغم من أن الشمال يتفوق على الجنوب من حيث الإدارة والبنية التحتية، لكنه أيضاً يعاني من ظروف سياسية واقتصادية صعبة ساهمت في تردي الأوضاع الاقتصادية في البلد.
الصراع على الحدود: النزاعات كانت أيضاً منصبة على محاربة المسلحين وترسيم حدود المناطق المتنازع عليها وعلى رأسها منطقة أبيي.
الصورة: أدى الانفصال إلى فقدان الشمال لمعظم مصادر دخله من النفط/ Shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659