متابعة إرفع صوتك:

عاد السجال في مصر حول المواقف التي يتضمنها برنامج "الإمام الطيب" ويقدمه شيخ الأزهر الجامع، أحمد الطيب، حين طالب "مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان" شيخ الأزهر بالتراجع عن تصريحاته "المعادية لحرية المعتقد والتي توفر سندًا للتطرف العنيف"، بحسب بيان أصدره المركز، اعتبر التصريحات الصادرة مؤخرًا عن شيخ الأزهر "تهدر أحد الحريات الأساسية، والحرية الدينية، وتُعد مساهمةً خطيرة في تغذية الفكر والخطاب المتطرف العنيف، وفى إضفاء المشروعية الدينية على بعض جرائم التنظيمات الإرهابية".

وبحسب البيان فإن "مركز القاهرة إذ يقدر المكانة الرفيعة للشيخ الجليل ومؤسسة الأزهر الشريف، فإنه يدعوه للمراجعة الفورية لهذه التصريحات والتخلي عنها. في ضوء الهجمات الإرهابية –بالغة الوحشية– التي استهدفت في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الحرم النبوي وعدة دول إسلامية أخري، فإن المؤسسات الدينية الحكومية، خاصةً في مصر والمملكة العربية السعودية، تتحمل مسؤوليات تاريخية مضاعفة في نقد ومراجعة خطابها".

موضوعات متعلقة:

استطلاع: الأوروبيون يتخوّفون من تأثير اللاجئين على بلدانهم

متهمو قضية “رافعة الحرم” يمثلون أمام القضاء

وكان الطيب، بيّن "موقف الإسلام من المرتد" خلال حلقتين من برنامجه الرمضاني التلفزيوني "الإمام الطيب"، حين قال إن "جمهور الفقهاء القدماء يعتبرون أن الردة جريمة تهدد الإسلام والمجتمع الإسلامي وعقوبتها الإستتابة أو القتل"، مشيراً إلى أن "الفقهاء المعاصرين يؤكدون أيضًا أنها جريمة ولكن عقوبتها التعزير، وهي عقوبة قد تكون بالقتل".

وأشار بيان مركز حقوق الإنسان المصري إلى "مفارقة" يقع فيها شيخ الأزهر، فهو "يزعم أنه لا يوجد تعارض بين الإقرار قولًا بـ"حرية الاعتقاد" و"حقوق المواطنة"، وبين إباحة قتل المواطنين لتغييرهم "معتقدهم" الديني. وهو في هذا يناقض النص القرآني المقدس ذاته، الذي ينص في إحدى آياته على أنه "لا إكراه في الدين"، ويطالب شيخ الأزهر العالم الإسلامي بأن يطبق مبدأ مخالفًا للقرآن نفسه، أي الإكراه في الدين! فالشيخ يرى أن "حرية الاعتقاد شيء، وحرية الارتداد عن معتقد ديني بعينه هو شيء آخر".

خطابان متناقضان

وأشار البيان الى أن "الأزهر يتبنى خطابين متناقضين، أحدهما منفتح، موجه للتصدير الخارجي، والثاني يدعم التطرف العنيف، موجه للاستهلاك الداخلي. إذ بينما سعت الدبلوماسية المصرية إلى الترويج لدور غير مفهوم لمؤسسة الأزهر في المحافل الدولية في مكافحة الإرهاب؛ خلال رئاسة مصر لمجلس الأمن في مايو 2016، وبينما يؤكد خطاب شيخ الأزهر نفسه في مارس 2016 أمام البرلمان الألماني، بوضوح لا لبس فيه على أن حرية العقيدة مكفولة في القرآن بنص صريح، يدلي شيخ الأزهر ذاته في القاهرة بتصريحات معاكسة تماماً" مؤكدا على أنه "في الاتجاه المؤسف ذاته، أعرب الشيخ الطيب عن عدم اكتراثه بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان".

*الصورة: شيخ الأزهر أحمد الطيب/وكالة الصحافة الفرنسية

مواضيع ذات صلة: