مشاركة من صديقة (إرفع صوتك) رفقة رعد خليل:

 ما زالت أصوات الدعاء وإذاعات البلديات الخاصة تدعو الناس إلى الوحدة والخروج إلى الشارع والحفاظ على الوطن وأمان الشعب التركي. الشارع صباحاً أكثر هدوءً بعد الخوف والرعب الذي عاش فيه الناس في الساعات القليلة السابقة. وما زالت أصوات الطائرات الحربية في الأجواء تحلق بشكل متقطع.

وفي ردود أفعال الشارع التركي بعد هذه الأزمة يقول ع. س "عرفت أن كل شيء سيعود كما كان بعد ساعتين من تداول أخبار الانقلاب، لأن الشعب التركي لديه انتماء لوطنه.. ولا يمكن أن يوافق على تغيير السلطة بهذه الصورة، أي وفق انقلاب عسكري.. الأتراك استفادوا من تجربة الوطن العربي في ثورات الربيع العربي، التي أعطت أكبر مثال على فشل الانقلابات بعيدا عن الديموقراطية، بالإضافة إلى أن ما حدث و ما أدى بالفعل إلى فشل الانقلاب هو اتفاق الأحزاب المعارضة مع الحزب الحاكم. فخروج الشعب لا يعني خروج مؤيدي حزب ما، بل خروج الشعب بأكمله".

 بينما يقول ن. ح "نصف الشعب يحب أردوغان و لا يمكن أن يستغني عنه بسهولة. حتى الجيش الذي خرج في إسطنبول لم يخرج ضد الشعب، بل خرج متوهما أن هناك انفجارات سوف تحدث في اسطنبول و يجب حماية الشارع والمواطنين عبر قرار عسكري كاذب بدليل أن الكثير من أفراد الجيش كانوا في حالة صدمة وسلموا أنفسهم بسهولة، فأغلب عناصر الجيش المعارضة كانت في أنقرة".

 و رأى د. ظ أن هذا الحادث "مشروع أميركي لخلق جبهة سنية تضم فتح الله غولن وجبهة شيعية متمثلة بإيران، ليبقى الصراع إسلامياً، يتصارعون فيما بينهم، يأكل بعضهم بعضا".

 و قالت أ. ب إن ما حدث البارحة من فشل للانقلاب هو "رد فعل على الانقلابات السابقة التي عاشها الأتراك في الستينات وما بعدها، حيث حدث القتل في الشوارع و تردى الوضع الاقتصادي العام لفترات طويلة. لا يرغب الأتراك في عودة هذه الأيام من جديد. تركيا سوف تكون أقوى مستقبلا، ولن يتكرر ما حدث بعد أن عرف الجميع أن الشعب يرفض أي انقلاب أو تغيير دون انتخابات ديموقراطية".

 حتى آراء المعارضين لوجود أردوغان لم تأت مغايرة عن مؤيديه، غ. س من الحزب الشعبي الجمهوري يؤيد بقاء الحكومة إنْ لم يكن التغيير بطريقة سلمية ديموقراطية آمنة للشعب والدولة.

 و قد بعث رجب طيب أردوغان برسالة نصية إلى الشعب، من خلال شبكة الهاتف التركية، يدعو فيها الناس إلى البقاء في الشارع. وما حدث البارحة كان محاولة لإسكات الشعب وهذا لن يحدث. وفي رسالة أخرى بعثت الحكومة طلبت من الشعب رفع العلم التركي على المنازل والمحال التجارية.

وتقول الحكومة التركية إن منفذي الانقلاب هم من جماعة "الكيان الموازي"، التي قال عنها أردوغان في تصريح سابق سنة 2015 إنها "منظمة ارهابية".

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة تقول إن أكثر من 1000 عنصر في القوات المسلحة ينتمون إلى هذا الكيان، وقد تغللوا إليها برتب متفرقة. ووجهت محاولة "تنظيف الجيش" منهم برفض شديد من قبل المعارضة التركية. لكن المعارضة أبدت موقفا صريحا وواضحا أمس ضد ما حدث البارحة وأيدت الدولة والقانون والديموقراطية، و"بالتالي ستكون المرحلة القادمة لتركيا بشكل عام مختلفة عما كانت عليه، وإن تركيا الجديدة مختلفة عن تركيا القديمة"، يقول أردوغان.

* الصورة: متظاهرون أتراك يتصدون لقوات الجيش في الشارع/ وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: