متابعة حسن عبّاس:
بعد إعلان داعش الثلاثاء، 19 حزيران/يونيو، مسؤوليته عن الاعتداء الذي نفّذه طالب لجوء أفغاني يبلغ من العمر 17 عاماً، بفأس وسكين على متن قطار في ألمانيا، يرجّح كثيرون أن ذلك سيعيد السجال الوطني الحاد حول استقبال اللاجئين واندماجهم.
داعش يتبنّى
ففي أول هجوم يتبناه داعش على الأراضي الألمانية، هاجم الشاب الأفغاني ركّاب قطار كان يقوم برحلة بين مدينتي ترويشلينغن وفورتسبورغ في بافاريا، وذلك مساء الإثنين، قرابة الساعة السابعة والربع مساءً بتوقيت غرينتش.
وبعد طعنه أربعة سائحين من أسرة واحدة من هونغ كونغ، اثنان منهما في حالة حرجة، تمكّن المهاجم من مغادرة القطار، فطاردته الشرطة وأطلقت عليه النار عندما هاجم عناصرها وقتلته.
موضوعات متعلقة:
في تقرير سرّي، بان كي مون يحذّر من فرار عناصر داعش من سرت
الجيش التركي: “الغالبية الساحقة من الجيش لا علاقة لها” بمحاولة الانقلاب
وقال وزير الداخلية في منطقة بافاريا يواكيم هيرمان لشبكة "زد دي أف" التلفزيونية العامة إنه "أثناء تفتيش الغرفة التي كان يقيم فيها، عُثر على راية لداعش من صنع اليد"، موضحاً كذلك أن أحد الشهود أكد أن الفتى هتف "الله أكبر".
والثلاثاء، ذكرت مواقع إلكترونية تابعة لداعش أن منفّذ العملية هو "أحد مقاتلي الدولة الإسلامية" وأن الهجوم جاء "استجابة لنداءات استهداف دول التحالف التي تقاتل الدولة الإسلامية".
تأثيرات على اللاجئين
ويتوقّع كثيرون أن يعيد الهجوم في بافاريا إثارة السجال الوطني الحاد حول اندماج المهاجرين واللاجئين، بعد تدفق قياسي للاجئين على ألمانيا، خلال العام الماضي.
فالمهاجم الأفغاني قاصر يبلغ من العمر 17 عاماً، ووصل وحيداً من دون عائلته إلى ألمانيا، بحسب ما قال وزير الداخلية البافاري يواكيم هيرمان لقناة "ايه آر دي" التلفزيونية.
وأوضح هيرمان أنه كان يقيم في منطقة أوكسنفورت، المجاورة للمكان الذي وقع فيه الاعتداء قرب فورتسبورغ، وكان محتضَناً من قِبل عائلة باعتباره قاصراً.
وحتى الآن، لا يُعرف إلى أي مدى كان المهاجم ينتمي إلى الأوساط الإسلامية ولا يُعرف إذا ما كان قد تحوّل إلى التطرف مؤخراً، فهو لم يكن لديه سجل جنائي في ألمانيا.
وقال هيرمان إنه ينبغي الآن التحقيق لمعرفة إلى أي مدى كان ينتمي فعلاً إلى التنظيم الجهادي وإلى أي مدى "اعتنق من تلقاء نفسه الأفكار المتطرفة مؤخراً".
وكانت ألمانيا استقبلت عدداً قياسياً من طالبي اللجوء بلغ 1.1 مليون العام الماضي، معظمهم من السوريين يليهم الأفغان الفارين من الاضطرابات والفقر.
غير أن عدد اللاجئين الواصلين إلى ألمانيا تراجع بشكل كبير نتيجة إغلاق طريق البلقان وإثر اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي على احتواء تدفّقهم.
ويتولى الحكم في مقاطعة بافاريا حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وهو الحزب الشقيق للحزب الديموقراطي المسيحي المحافظ الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل، لكنه ينتقد سياسة ميركل المتساهلة مع طالبي اللجوء.
وهدد هذا الانقسام الحزبي وحدة الائتلاف الحاكم في برلين وأدى إلى تراجع نسبة التأييد للحكومة.
كما أدى إلى تعزيز موقع حزب "البديل لألمانيا" اليميني الشعبوي الذي تأسس في ربيع 2013، والذي، بعدما كان خطابه مناهضاً لأوروبا، بات يهاجم الإسلام وتدفق اللاجئين على ألمانيا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى حصول هذا الحزب على تأييد 10 في المئة من الألمان، وهو يتمتع حالياً بتمثيل في نصف مقاطعات ألمانيا الـ16 إضافة إلى البرلمان الأوروبي.
وارتفعت شعبية ميركل مجدداً، لكن من المرجّح أن يؤدي الهجوم في بافاريا إلى عودة التوترات السياسة.
*الصورة: عناصر من الشرطة الألمانية/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659