متابعة حسن عبّاس:
قُتل 44 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح الأربعاء، 27 تموز/يوليو، في تفجير انتحاري تبنّاه تنظيم داعش في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سورية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصادر طبية وصول "جثامين 44 شهيداً" إضافة إلى 140 جريحاً إلى عدد من مستشفيات القامشلي، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن 48 قتيلاً بين مدنيين وعناصر من القوات الكردية، كما تحدثت وسائل إعلامية سورية عن 170 جريحاً إضافة إلى القتلى.
شاحنة مفخخة
وذكرت القيادة العامة لقوات الأمن الكردية (الأسايش) في بيان أن التفجير نجم عن "شاحنة مفخخة". وتناقلت وسائل الإعلام أن انتحارياً كان يقود الشاحنة.
ويُعدّ هذا التفجير الأكبر في القامشلي، من ناحية الحجم والخسائر البشرية، منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من خمس سنوات، وقد خلّف دماراً هائلاً في شارع واسع.
موضوعات متعلقة:
المغرب يوقف 143 مشتبها في تخطيطهم لتنفيذ أعمال إرهابية
في البحرين: تأجيل محاكمة قاسم… و138 شخصاً إلى المحاكمة
وتبنّى داعش تنفيذ التفجير بعد ساعات من وقوعه. وجاء في بيان تناقلته حسابات ومواقع جهادية أن الانتحاري يُدعى أبا عائشة الأنصاري.
وأورد البيان أن تنفيذ هذا الهجوم يأتي رداً على غارات طائرات التحالف الدولي على مدينة منبج التي تحاصرها قوات سورية الديموقراطية، وهي قوات تضم فصائل كردية وعربية في شمال سورية.
وتحاول قوات سورية الديموقراطية، منذ 31 أيار/مايو، السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سورية، والحدود التركية. وتمكّنت من دخول منبج، لكنها تواجه مقاومة تحول دون طرد الجهاديين الذين يلجأون إلى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة.
انفجار ثانٍ
وأعقب تفجير الشاحنة المفخخة بعد دقائق من حدوثه دوي انفجار ثانٍ ما دفع بعض وسائل الإعلام إلى الحديث عن تفجير مزدوج. لكن تبيّن أن الانفجار الثاني نجم عن انفجار خزّان وقود قريب يُستخدم لإمداد المولدات الكهربائية التي تغذّي القسم الغربي من المدينة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "انفجار خزان المازوت ضاعف حجم الأضرار وعدد الضحايا". وذكر المصدر أن المستشفيات ضاقت بالعدد الكبير من القتلى والجرحى الذين نُقلوا إليها.
وتشهد المنطقة حيث وقع التفجير إجراءات أمنية مشددة وفيها حواجز عدة للقوات الكردية، بسبب احتضانها مقرات ومؤسسات كردية، وفق عبد الرحمن.
وتعرّضت مدينة القامشلي في الأشهر الأخيرة لتفجيرات استهدف بعضها القوات الكردية التي تخوض معارك عنيفة ضد داعش في مناطق عدة من سورية.
ويتقاسم الأكراد وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي منذ عام 2012 حين انسحبت قوات النظام تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظةً بمقار حكومية وإدارية وببعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وبعد انسحاب قوات النظام، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في مناطق كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة). وفي آذار/مارس الماضي، أعلنوا النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية.
*الصورة: آثار التفجير في القامشلي/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659