متابعة حسن عبّاس:

تستمر قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية في تعزيز تقدمها في مدينة سرت في مواجهة قناصة داعش والألغام التي زرعها التنظيم، وذلك بعد الزخم الذي حصلت عليه بفضل الضربات الجوية الأميركية.

وقال العضو في المركز الإعلامي للعملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت من أيدي داعش رضا عيسى الأربعاء، 3 آب/أغسطس، إن "قواتنا تواصل التقدم وهي تسعى اليوم إلى تعزيز هذا التقدم في ظل ضربات أميركية متواصلة أعطت زخماً للعملية العسكرية".

وأضاف "قواتنا تواجه قناصة وألغام تنظيم الدولة الإسلامية في أجزاء متفرقة من سرت، وهناك أهداف يصعب التعامل معها بفعل تواجدها بين المنازل، ولذا فإن الضربات الأميركية التي تتمتع بالدقة ستساعد في القضاء على هذه الأهداف المهمة".

دور أميركي فعّال

وفي شرح لكيفية تأثير الضربات الأميركية الحاسم على تقدّم قوات الحكومة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكابتن جيف ديفيس، الثلاثاء، إن ضربة، على سبيل المثال، أصابت دبابة في منطقة تكسوها الأشجار في حي الدولار في جنوب غرب سرت.

وشرح "كان هذا بالفعل مشكلة تهدد حكومة الوفاق الوطني" لأن داعش "استخدمها مراراً لصد التقدم".

اقرأ أيضاً:

تونس: تكليف الشاهد بتشكيل حكومة وحدة وطنية

قرار رفع أسعار البنزين في الكويت يثير جدلا سياسيا وشعبيا

وأشار ديفيس إلى أن طائرات حربية أميركية نفّذت ضربات على سبعة أهداف داخل وحول مدينة سرت الساحلية الليبية يومي الاثنين والثلاثاء، مؤكداً أن هذه الضربات ساعدت القوات الليبية بالفعل في كسب أراض من التنظيم.

وبدأت الولايات المتحدة الاثنين تنفيذ ضربات جوية ضد داعش في سرت بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي.

وأطلقت القوات الحكومية الليبية التي تضم خليطاً من الجماعات المسلحة ووحدات صغيرة من الجيش المفكك، قبل أكثر من شهرين، عملية "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت الخاضعة لسيطرة داعش منذ حزيران/يونيو 2015.

وحققت القوات الحكومية في البداية تقدماً سريعاً، لكن العملية عادت وتباطأت بسبب القناصة الذين نشرهم داعش والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون.

وقال رضا عيسى إن "كل يوم يتأخر الحسم فيه تصبح المدينة أكثر تفخيخاً"، مضيفاً "لكن لا شك في أن وجود سلاح فعال ودقيق سيسرّع من انتهاء المعركة"، في إشارة إلى الضربات الأميركية.

ولكنّه أشار إلى أن هذه الضربات "تساعد القوات لكنها لن تحسم المعركة على كل حال. الجنود على الأرض هم الذين سيحسمونها".

انقسام ليبي حول الدعم الأميركي

وبعد الإعلان عن الضربات الأميركية، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء إنها نُفّذت لضمان أن تتمكن القوات الليبية من إنجاز مهمة قتال داعش وتعزيز الاستقرار.

وأشار إلى "مصلحة كبرى في تحقق الاستقرار في ليبيا لأن غياب الاستقرار ساعد في تفاقم بعض التحديات التي شهدناها في ما يتعلق بأزمة المهاجرين في أوروبا وبعض المآسي الإنسانية التي شاهدناها في البحر بين ليبيا وأوروبا".

وتحظى الضربات الأميركية بتأييد سياسي وعسكري في غرب ليبيا، ولكن البرلمان المعترف به دولياً، ومقره مدينة طبرق شرقاً، يرفضها.

واعتبرت لجنة الدفاع في برلمان طبرق أن الغارات الأميركية تؤدي إلى "تغليب طرف على طرف وازدواجية لمعايير محاربة الإرهاب".

من جانبها، أعلنت دار الإفتاء الليبية في طرابلس والتي يُشرف على عملها المفتي الصادق الغرياني رفْضها للضربات الأميركية.

وقالت دار الإفتاء التي تعارض حكومة الوفاق وكذلك السلطات الموازية في شرق ليبيا، الثلاثاء، إن "طلب التدخل الأجنبي في البلاد أمر مرفوض ومستنكر ولا يجوز التهاون والرضى به".

واعتبرت أن الضربات الأميركية "محاولة لسرقة جهود الثوار (القوات الحكومية) وتضحياتهم الباهظة في جبهة سرت واستهانة بالأعداد الكبيرة من دماء الشهداء".

*الصورة: قوات ليبية في سرت/ وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: