متابعة حسن عبّاس:

وجّه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامئني الإثنين، 5 أيلول/سبتمبر، انتقادات حادة إلى إدارة المملكة العربية السعودية لمناسك الحج، ودعا الدول الإسلامية إلى إنهاء سيطرة الرياض على الحج.

وقال خامنئي، في رسالة نُشرت على موقعه الإلكتروني وعلى وسائل إعلام إيرانية حكومية، "على المسلمين أن يفكروا تفكيراً جاداً بحل لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوك (حكام السعودية) الظالم ضد ضيوف الرحمن".

اقرأ أيضاً:

48 قتيلا في سلسة تفجيرات استهدفت مناطق متفرقة من سورية

مقتل 13 جنديا تركيا و11 مسلحاً من حزب العمال خلال يومين

والحرمان الشريفان هما المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.

وأضاف خامنئي أن "التقصير في هذا الواجب سيعرّض الأمة الإسلامية مستقبلاً لمشكلات أكبر".

هجوم عنيف

واتهم خامنئي أيضاً العائلة السعودية الحاكمة بـ"تسييس الحج" وشنّ هجوماً لاذعاً عليها.

وقال "الحكام السعوديون الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام وسدوا طريق الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين عن بيت الحبيب، هم ضالون مخزيون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستكبري العالم، والتحالف مع الصهيونية وأميركا والسعي لتحقيق مطالبهم ولا يتورعون في هذا السبيل عن أية خيانة".

خلفيات الأزمة

ويأتي كلام خامنئي في وقت يغيب فيه الحجاج الإيرانيون للمرة الأولى منذ قرابة ثلاثة عقود عن الحج المرتقب الأسبوع المقبل، وذلك بسبب عدم توصل البلدين إلى اتفاق حول تنظيم الحج هذه السنة بعد حادث التدافع الذي وقع السنة الماضية.

وكانت إيران قد أعلنت في أيار/مايو الماضي أن مواطنيها لن يؤدوا فريضة الحج إلى مكة المكرمة هذه السنة، متهمة السعودية بوضع "العراقيل" ومنع الإيرانيين من التوجه إلى بيت الله الحرام، في حين اعتبرت الرياض أن بعض مطالب إيران "غير مقبولة".

لكن السعودية ترفض الاتهامات الإيرانية، وقال بيان لوزارة الحج السعودية في نيسان/أبريل إن "المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً، ترحب وتسعد بجميع الحجاج والمعتمرين والزوار والقادمين من جميع دول العالم بما فيها جمهورية إيران لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة".

وكان الحج قد شهد العام الماضي كارثة بعد وقوع رافعة ضخمة على الحجاج. وبحسب الرياض، توفي 769 حاجاً، وهو أعلى عدد وفيات في الحج منذ أزمة تدافع جرت عام 1990.

لكن بحسب إحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية التي جمعت عدد القتلى الذين تسلمت دولهم جثامينهم، فإن الكارثة المذكورة أودت بحياة أكثر من 2300 شخص السنة الماضية بينهم 464 حاجاً إيرانياً.

وبلغ عدد الحجاج الإيرانيين إلى السعودية 60 ألف شخص عام 2015.

وانتقد خامنئي أيضاً الرد السعودي على حادث التدافع. وقال "لا يزال الشعب حزيناً غاضباً. وبدل أن يعتذر حكام السعودية ويبدوا ندمهم ويلاحقوا المقصرين المباشرين في هذه الحادثة المهولة قضائياً، تملصوا بمنتهى الوقاحة وعدم الخجل حتى من تشكيل هيئة تقصي حقائق دولية إسلامية".

وأضاف "من المؤكد والقطعي وجود تقصير في إنقاذ أرواح الجرحى"، وتابع "لقد زجهم الرجال السعوديون المجرمون القساة القلوب مع الموتى في حاويات مغلقة، وقتلوهم شهداء بدل معالجتهم ومساعدتهم أو حتى إيصال الماء لشفاههم الظامئة".

والسعودية وإيران على خلاف حول عدة مواضيع إقليمية لا سيما النزاعات في سورية واليمن.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي شهدت العلاقات بين الدولتين توتراً بعدما قام متظاهرون إيرانيون بإحراق سفارة السعودية وقنصلية لها، إثر إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ نمر باقر النمر.

*الصورة: المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: