متابعة إلسي مِلكونيان:
أعلنت الولايات المتحدة وروسيا السبت، 10 أيلول/سبتمبر، التوصل إلى اتفاق يشمل وقفاً لإطلاق النار في جميع أنحاء سورية بدءاً من غروب شمس يوم الإثنين المصادف أول أيام عيد الأضحى.
ويشمل الاتفاق خطة تهدف إلى تحسين إيصال المساعدات والاستهداف المشترك للجماعات الإرهابية.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي "يهيئ كل ذلك الظروف الضرورية لاستئناف العملية السياسية المتوقفة منذ فترة طويلة"، حسب وكالة رويترز للأنباء.
نصوص الاتفاق
وإن صمدت الهدنة، ستعمل روسيا والولايات المتحدة على إقامة "مركز تنفيذ مشترك" بعد سبعة أيام من العمل التحضيري بهدف تبادل المعلومات لتحديد الأراضي التي تسيطر عليها جبهة النصرة وجماعات المعارضة.
وقال كيري "يتطلب ذلك وقف جميع الهجمات بما في ذلك القصف الجوي وأي محاولات للسيطرة على أراض إضافية على حساب أطراف وقف إطلاق النار. يتطلب ذلك توصيلا مستداما للمساعدات الإنسانية دون عوائق لكل المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك حلب".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه على الرغم من استمرار انعدام الثقة فإن الجانبين وضعا خمس وثائق من شأنها إحياء الهدنة المتعثرة تم الاتفاق عليها في شباط/فبراير، وإتاحة التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة وروسيا ضد الجماعات المتشددة في سورية.
وطبقا للاتفاق، سينسحب الجانبان المتحاربان من طريق الكاستيلو الاستراتيجي في حلب لإقامة منطقة منزوعة السلاح بينما يتعين على جماعات المعارضة والحكومة توفير طريق آمن من دون عوائق إلى جنوب المدينة عبر الراموسة.
شكوك ومخاوف
بالنسبة إلى الصراع المحتدم في مدينة حلب الذي تصاعدت حدته في الشهور الأخيرة، وهي عاصمة سورية الاقتصادية، أعلن الجيش السوري ومقاتلو المعارضة أن الصراع في جنوب المدينة قد احتدم السبت، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة وروسيا التوصل لاتفاق الهدنة.
فقام الجيش بمهاجمة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب. بينما يخطط مقاتلو معارضة لهجوم مضاد قبل دخول "الاتفاق الجديد" لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ الإثنين.
وتشكك كل من الحكومة السورية وفصائل المعارضة في نجاح الاتفاق، حيث تصف الحكومة السورية بعض الفصائل المعادية له بـ"الإرهابية". وانتقد لافروف المعارضة بسبب اصدارها "إنذارات، ورفضها التعاون" عند إعلانه عن الاتفاق في حينه.
كما شككت الهيئة العليا للمفاوضات والمُمثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية في التزام الحكومة السورية بالهدنة بدون ضغط روسي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ردود أفعال
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية السبت عن وكالة الأنباء السورية الرسمية موافقة الحكومة على تطبيق نصوص الاتفاق.
من جهة أخرى، رحبت تركيا بالاتفاق الأميركي -الروسي لإعلان هدنة في سوريا. وأوضح بيان لوزارة الخارجية التركية السبت، أن تركيا "ترحب بالاتفاق"، حيث أنه "يسهل نقل المساعدات الإنسانية".
من جهته، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا، إثر اجتماع لمجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية لسورية، أن نجاح هذه المباحثات "يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً لإعادة العمل بوقف الأعمال القتالية، وأن تترك أثراً كبيراً على المساعدات الإنسانية وعلى الطريقة التي تستأنف بها العملية السياسية".
ورحبت المملكة المتحدة بالاتفاق أيضاً. ودعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا إلى استخدام كل نفوذها لضمان التزام الحكومة السورية ببنود الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو.
ورحبت فيدريكا موجيريني، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، باتفاق الهدنة ودعت الأمم المتحدة لإعداد مقترحات لمحادثات انتقال سياسي في سوريا.
الصورة: جون كيري وسيرغي لافروف وستافان دي ميستورا في جنيف الجمعة/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659