متابعة حسن عبّاس:

في كانون الثاني/يناير 2015، سار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسلفه اليميني نيكولا ساركوزي جنباً إلى جنب في مسيرة إدانة الاعتداء الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو". لكن الآن، قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة، تسيطر الانقسامات حول الأولويات الأمنية على المشهد السياسي الفرنسي.

خطر الإرهاب لم ينتهِ

بعد الاعتداء على "شارلي إيبدو"، ضاعف الإرهابيون هجماتهم في فرنسا واستهدفوا شرفات مطاعم وقاعة للحفلات، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، مخلفين 130 قتيلاً، ثم استهدفوا حشداً خلال احتفالات في نيس، في تموز/يوليو، موقعين 86 قتيلاً، عدا تعرّضهم لمواقع يهودية ورجال شرطة وكنيسة.

اقرأ أيضاً:

سورية.. 430 ألف قتيل في خمس سنوات

48 جريحاً في انفجار جديد يهزّ أمن تركيا

ورداً على هذه الهجمات، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ، ونشرت 10 آلاف عسكري حول الأماكن الحساسة وعززت قوات الشرطة والاستخبارات وعدّلت القانون لتسهيل عمليات التنصت على الاتصالات الهاتفية.

لكن التهديد لم ينتهِ، وهو ما أثبته العثور في الأسبوع الماضي على سيارة مفخخة مركونة في مكان غير بعيد عن كاتدرائية نوتردام، أحد أبرز مقاصد السياح في باريس، ثم توقيف "كوماندوس" لنساء متطرفات، ورصد فتى في الخامسة عشرة من العمر "على وشك التحرك".

سجال هولاند وساركوزي

واتهم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي يأمل في العودة إلى السلطة في انتخابات ربيع 2017، الرئيس الحالي فرانسوا هولاند بأنه "لا يستخدم كل الوسائل لضمان أمننا". والإثنين، بعد يوم من اتهامه السابق، وصف ساركوزي الرئيس الفرنسي بأنه "رئيس العجز".

وقال ساركوزي إن "أبعاد ردّنا يجب أن تتغير". واقترح فتح مراكز لاحتجاز الأشخاص الذين يتبنون فكراً متطرفاً وإقامة محكمة خاصة لمكافحة الإرهابيين.

في المقابل، اعتبر هولاند في خطاب غلب عليه الطابع الانتخابي، الأحد، أن "خيال" اليمين وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف "يأخذ أبعاداً مقلقة".

وطرح الرئيس الذي لم يعد يتمتّع بشعبية كبيرة نفسه ضامناً لدولة القانون في مواجهة ما وصفه بأنه "مزايدات" المعارضة.

وبعد حديثه عن توقيف 300 شخص على علاقة بشبكات إرهابية وإبعاد 19 أجنبياً متطرّفاً، منذ كانون الثاني/يناير الماضي، في نهاية الأسبوع الماضي، قال وزير الداخلية برنار كازنوف "نحصد النتائج"، في إشارة إلى أن إجراءات الحكومة بدأت تثمر.

من جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الأحد "كل يوم تحبط أجهزة الاستخبارات والشرطة والدرك اعتداءات وتفكك شبكات". وتحدث عن نحو 15 ألف شخص "تجري متابعتهم" بسبب "تطرفهم".

وتعليقاً على السجال الدائر، قال المؤرخ المتخصص في الاتصالات كريستيان ديلبورت إن الأرقام التي تعرضها الحكومة عن إنجازاتها الأمنية "لا تعني بالضرورة شيئاً ما".

وبعد إشارته إلى أن نيكولا ساركوزي كان من أوائل الذين تحدّثوا عن "حصد النتائج" بأرقام عن الجنح عُرضت في مؤتمرات صحافية كبرى، أكّد أن هذه الاستراتيجية لا تزيل قلق الفرنسيين لأنهم باتوا يدركون "ضمناً" وجود تهديد.

كما أشار المستشار في الاتصالات فيليب مورو شيفروليه إلى أن عرض هذه الأرقام يضرّ بصورة فرنسا في الخارج لأنه يرسم صورة بلد في حالة طوارئ دائمة، ما يؤثر سلباً على السياحة.

وتراجع عدد السياح الأجانب في فرنسا، أول وجهة سياحية في العالم، بشكل كبير منذ اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر 2015. وبلغت نسبة التراجع في باريس 17 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

*الصورة: الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: