متابعة علي عبد الأمير:

"منذ صيف العام 2014، وقد أصبحت الموصل مرادفا لليأس. فهي سقطت في أيدي تنظيم داعش مما تسبب في انهيار مهين للقوات المسلحة العراقية، فيما أثارت احتمالات المعركة لاستعادة السيطرة على المدينة مخاوف جدية من موت وتشريد لسكانها ودمار واسع". هكذا تقدم الكاتبة أريكا سولومون من بغداد، تقريرها الأخير في صحيفة "فايننشال تايمز".

لكن تلك الصورة المثيرة للإحباط تغيرت الآن. فالمسؤولون العراقيون والغربيون يبدون الكثير من التفاؤل الحذر بشأن خطط لاستعادة "إحدى العواصم الفعلية لما يسمى دولة الخلافة"، في إشارة إلى الموصل، وهي المدينة الثانية الأكبر في العراق.

"إنها ما تزال طريقاً طويلة لنقطعها، واحتمال الخطأ كبير جدا"، يقول دبلوماسي غربي في بغداد، الذي يلاحظ تغيرا مهما، فالقوات العراقية وشركاؤها في التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة بات أداؤها على نحو أفضل، فيما يتراجع "داعش" ويضعف. ولعل الأهم من ذلك، بحسب الدبلوماسي الغربي، "تغير الموقف القاسي حيال أهل الموصل من قبل كثير من العراقيين إلى لهجة أكثر اعتدالا، وهذا يعتبر تحولا حاسما حيال سكان المدينة السُنة، الذين لطالما كانوا مستائين من سوء معاملة قوات الأمن التي يسيطر عليها الشيعة في العراق". بينما تسعى تلك القوات اليوم إلى إشعار أهل الموصل بأنها تقوم بهذه الحملة من أجلهم ومن أجل تحريرهم.

وبحسب تقرير سولومون، فمن المتوقع على نطاق واسع أن تبدأ معركة الموصل في الأشهر القليلة المقبلة، وستكون أصعب اختبار حتى الآن للجنود العراقيين وقوات التحالف.

ويقول مسؤولون عراقيون إن حوالي 10 في المئة من مناطق البلاد لا تزال في أيدي داعش ومنها الموصل المركز الرئيسي للتنظيم الإرهابي، لا سيما أن القوات العراقية باتت قاب قوسين أو أدنى من الموصل بعد سيطرتها على منطقة القيّارة، التي تشكل المدخل الجنوبي الحيوي للمدينة، وتبعد عنها 65 كيلومترا.

وتنقل الصحيفة عن العميد يحيى رسول، المتحدث باسم الجيش العراقي، قوله إنه شهد صعودا كبيرا في معنويات الجنود مقارنة بتلك الأيام التي أسقط الجنود فيها أسلحتهم وهربوا من مواجهة هجوم داعش، مؤكدا أن "استعادة الموصل ستتم في وقت قياسي"، وسط توقعات بدعم واسع من قبل السكان المحليين للجيش.

وهذا المؤشر تؤكده رشا العقيدي، وهي بالأصل من الموصل، وتعمل محللة في مركز "مسبار" للدراسات والبحوث في دبي، قائلة إنه "قد يكون على حق، فثمة تقارير متزايدة عن المقاومة الشعبية في المدينة، حيث يكتب السكان المحليون شعار (يسقط داعش) على الجدران"، مضيفة أن "الناس في الموصل لم يعودوا غير مبالين بما يجري من حولهم. إنهم يستعدون ليس لمجرد تحررهم  فقط، بل للعمل من أجل التغيير".

وما يبدو مثيرا للقلق بحسب التقرير، هو مشاركة الحشد الشعبي "الشيعي" المتهم بعمليات انتقام طائفية في المناطق المحررة من سيطرة داعش، وهو قلق يسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تبديده بضمانات وتعهدات تلاقي صدى طيبا عند حلفاء بغداد الغربيين.

*الصورة: القوات العراقية تستعد لمعركة الموصل بمعنويات عالية/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: