متابعة علي عبد الأمير:
تستبعد قراءات أميركية وغربية تقاربا حاسما في القوات التي تصطف لـ"معركة على السهول التاريخية في شمال العراق ومن المرجح أن تكون حاسمة في الحرب على جماعة الدولة الاسلامية"، كما يلفت الى ذلك تقرير في صحيفة "واشنطن بوست".
فالتحالف الضمني بين القوات العراقية جنبا إلى جنب مع الميليشيات الشيعية، ورجال القبائل العربية السنية والمقاتلين الكرد والقوات الخاصة الأميركية، يؤكد على أهمية هذه المعركة. فاستعادة السيطرة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، من شأنها كسر حقيقي لظهر الجماعة المسلحة، وإنهاء "دولة الخلافة"، على الأقل في العراق.
ورغم هذا "التحالف العريض"، يستدرك التقرير "لكن النصر لا يعني نهاية للصراع في العراق في مرحلة ما بعد داعش، والعداوات والخصومات بين اللاعبين في مكافحة التنظيم الإرهابي يمكن أن تندلع بسهولة".
اقرأ أيضاً:
نساء يتصدّين للإرهاب… وأخريات في صفوفه
صحافي ليبي يروي ويلات التعذيب على يد المتطرفين
وفيما يؤكد القادة والمسؤولون العراقيون على أن معركة الموصل ستكون سريعة ومضمونة النتائج، معولين على الانهيارات المتواصلة لداعش، إلا أن تقارير غربية كثيرة تذهب إلى غير هذه الصورة الوردية، فالمعركة التي يتوقع لها أن تبدأ نهاية العام الجاري، ستكون "طويلة ومرهقة".
وبحسب التقرير، مقاتلو داعش بنوا تحصينات في وجه أي هجمة، ولديهم مئات الآلاف من سكان المدينة بوصفهم دروعا بشرية محتملة، مع وجود احتمال كبير لهروب السكان، مما يغذي الأزمة الإنسانية في المنطقة الكردية حول الموصل، حيث مخيمات مكتظة بالفعل بأكثر من مليون ونصف المليون نازح منذ سقوط المدينة ومناطقها بيد داعش قبل عامين.
هذا وتستعد الجماعات الإنسانية لعمل واسع يعنيه هروب نحو مليون من سكان المدينة يمكن أن يشرّدهم الهجوم الوشيك على المدينة التي بدت "الجائزة الكبرى لتنظيم الدولة الإسلامية، فقدمت الاحتياطيات المالية في بنوكها دفعة نقدية ضخمة للتنظيم، وساعدت البنية التحتية والموارد في المدينة على اقامة دولة الخلافة في مناطق واسعة في العراق وسورية، وكانت الموقع الذي تم اختياره من قبل أبو بكر البغدادي كأول ظهور علني له بعد إعلانه خليفة للدولة".
القوى على الأرض
أما فيما يختص بتوزّع القوى على الأرض، فإن أقرب موقع للجيش العراقي هو نحو 30 ميلا إلى الجنوب من الموصل. وتبقى هناك عشرات القرى التي ينتشر فيها المسلحون بين السكان المدنيين، وعلى القوات العراقية أن تسيطر عليها قبل أن تصل إلى ضواحي المدينة.
أما القوات الكردية فهي أقرب إلى الموصل، بعضها يقترب من 10 أميال من شمال المدينة وشرقها.
وتواصل قوات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة تدريب القوات العراقية والمقاتلين الكرد، بتكثيف الدورات التي كانت تستغرق أكثر من شهرين وجعلها تستغرق أربعة أسابيع فقط. وفي تموز/يوليو الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن 560 عسكريا من قوات بلادها يجب أن تنتشر في العراق، لتحويل قاعدة القيّارة الجوية جنوبي الموصل، الى مركز انطلاق للهجوم النهائي.
جيش الدولة البطيء
ومع المستوى المتدني لعديد القوات العراقية (نحو 30 ألف) ومعظمها منشغل ببسط النفوذ في الأنبار، يظل "التحدي الأكبر هو تكوين القوى المطلوبة للوصول الى الموصل"، بحسب قائد القوات البرية الأميركية في العراق الجنرال غاري فولسكي، الذي يوضح "إذا كنت ترغب في سحب شخص من الأنبار للذهاب إلى الموصل، فعليك وضع شخص آخر هناك".
وبمقابل إعادة بناء الجيش العراقي بوتيرة بطيئة، ثمة قوات مسلحة أخرى "مثل الميليشيات الشيعية والقوات الكردية في العراق قد نمت بشكل مطرد في القوة".
وفي التقرير ذاته، نقرأ كيف أن "المنافسات داخل الحلف (المضاد لداعش) بدأت بالفعل تظهر، وحتى قبل بدء معركة الموصل":
*الكرد، الذين استولوا على مساحات كبيرة من الأراضي خلال الحرب ضد مسلحي داعش، يريدون الحفاظ عليها.
*الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تطلب دورا يناسب القوة السياسية والعسكرية التي اكتسبتها خلال الحرب.
*الأقلية السنية تشعر بالقلق العميق إزاء هيمنة الشيعة والتمييز، ومن المرجح فقط أن تنمو هذه المخاوف كما يحاول المجتمع السني للتعافي من حكم داعش، والعودة إلى دياره.
*الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد سيكون عليها تحقيق التوازن بين هذه الفصائل.
والسؤال الأكثر إلحاحا، على حد وصف التقرير هو ما "إذا كانت الميليشيات الشيعية والقوات الكردية ستنضم إلى الهجوم في الموصل العربية ذات الأغلبية السنية. إنها مسألة حساسة. فقد اتهمت الميليشيات الشيعية بارتكاب الانتهاكات ضد أهل السنة في مناطق أخرى استعادتها من جماعة الدولة الاسلامية. وإذا قبض الكرد على أجزاء من المدينة، فهذا يعطيهم ورقة قوية في المفاوضات المستقبلية على الأراضي التي يمتلكونها".
*الصورة: القوات العراقية تستعد لمعركة الموصل بمعنويات عالية/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659