متابعة حسن عبّاس:

استعاد الجيش السوري الثلاثاء، 27 أيلول/سبتمبر، حي الفرافرة الواقع شمال غرب قلعة حلب، وهو أحد الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في شرق مدينة حلب في شمال سورية منذ عام 2012.

وكانت القوات الحكومية السورية قد شنّت الثلاثاء هجوماً برياً على مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب انطلاقاً من أربع جبهات، في أكبر هجوم بري تنفّذه منذ بدأ الجيش حملة لاستعادة المدينة بالكامل الأسبوع الماضي.

وتتحرك قوة عسكرية كبيرة من الجيش السوري والميليشيات المتحالفة معه وتشارك في الهجوم مدرعات ودبابات.

انتقاد عنف الغارات

من جانب آخر، لا يزال القصف الجوّي العنيف الذي تتعرّض له الأحياء الشرقية من حلب يثير سجالاً عالمياً.

ومنذ الخميس الماضي، تتعرض هذه الأحياء لغارات عنيفة من النظام السوري وروسيا وتُستخدم فيها أسلحة متطورة شديدة القوة في مناطق سكنية مكتظة بالمدنيين.

اقرأ أيضاً:

تدمير آثار تمبكتو يؤدي إلى حكم بالسجن تسع سنوات

هجمات دموية جديدة في بغداد

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء، إن "الهجمات المرعبة على حلب غير مقبولة أخلاقياً على الإطلاق وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي".

وأضاف "أضمّ صوتي إلى دعوات المجموعة الدولية لروسيا كي تبذل جهوداً ذات مصداقية بهدف إعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية وإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى حلب وخلق الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة".

وتتفاقم معاناة سكان أحياء حلب الشرقية البالغ عددهم 250 ألف شخص، جراء ندرة الخبز والمواد الغذائية الرئيسية، والنقص في المستلزمات الطبية الضرورية.

أسلحة فتّاكة

بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، الثلاثاء، روسيا وإيران إلى "الكف عن سياسة الازدواجية" التي تتبعانها في النزاع السوري ووقف "جرائم الحرب" التي ترتكبها دمشق.

وقال آيرولت في مقابلة مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن "راعيتا النظام، إيران وخصوصاً روسيا، يجب أن ترفعا يد (الرئيس السوري بشار) الأسد".

وأضاف أن دمشق "تذرّعت بأصغر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض حوله (في التاسع من أيلول/سبتمبر) بين الولايات المتحدة وروسيا لقصف حلب بوحشية".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد تحدّث عن استخدام قنابل حارقة وأخرى خارقة للتحصينات المخصصة عادة لأهداف عسكرية. كما وردت معلومات بشكل متكرر عن استخدام قنابل انشطارية في النزاع السوري، وكلها أسلحة فتاكة للمدنيين.

وذكرت المديرة المساعدة لشؤون الأمن الدولي في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، هانا برايس، أن "المشكلة في بعض الأسلحة المتفجرة المستخدمة في سورية، في حلب خصوصاً، تكمن في استخدامها في مناطق سكنية تشهد كثافة عالية من المدنيين".

وذكرت أن تقريراً أعدّته منظمة "أكشن أون آرمد فايولنس" (العمل ضد العنف المسلح) أكد أن 92 في المئة من القتلى عند استخدام تلك الأسلحة في مناطق مأهولة هم من المدنيين.

كما تدمّر هذه الأسلحة البنى التحتية الحيوية للسكان كالمنشآت الطبية وأنظمة التزود بالماء والطاقة، بحسب برايس.

*الصورة: دبابات تابعة للجيش السوري/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: