متابعة حسن عبّاس:
حذّر الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي مستورا الخميس، 6 تشرين الأول/أكتوبر، من أن الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب قد يلحقها دمار تام بنهاية السنة، إذا ما استمر الهجوم العنيف الذي تنفّذه القوات السورية بدعم من روسيا.
وقال دي مستورا "خلال شهرين أو شهرين ونصف كحد أقصى، قد يلحق الدمار التام بالأحياء الشرقية لحلب".
وفي مسعى لتخفيف الدمار العنيف الذي يلحق بالمدينة، حث دي مستورا 900 مقاتل ينتمون إلى جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) إلى مغادرة أحياء حلب الشرقية، متعهداً بأن يواكب خروجهم "شخصياً".
تقدّم الجيش السوري
ميدانياً، حقق الجيش السوري تقدماً هو الأول منذ عام 2013 داخل أحياء حلب الشرقية.
وكان الجيش السوري قد أعلن في 22 أيلول/سبتمبر بدء هجوم هدفه السيطرة على شرق المدينة، وترافق هجومه مع غارات روسية وسورية عنيفة، وذلك إثر انهيار هدنة، في 19 أيلول/سبتمبر، كان قد تم التوصل إليها بموجب اتفاق أميركي روسي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن "باتت قوات النظام السوري تسيطر على نصف مساحة حي بستان الباشا في وسط مدينة حلب".
وشرح عبد الرحمن أن قوات النظام تخوض "حرب شوارع" وأبنية وتتقدم تدريجياً متبعة سياسة "القضم" لتضييق رقعة سيطرة الفصائل المقاتلة.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أيام الوضع في شرق حلب، بأنه "أسوأ من مسلخ" بعد تدمير أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية جراء غارة استهدفته.
وأوقع الهجوم على حلب 270 قتيلاً بينهم 53 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد السوري الأربعاء.
وأمام عنف المشهد الحلبي، أعلنت واشنطن الاثنين تعليق محادثاتها مع موسكو من أجل إعادة إحياء وقف إطلاق النار في سورية.
حلب الشرقية محاصرة
وقد أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء أن أحياء حلب الشرقية باتت مصنّفة "محاصرة".
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية ينس لاركي إن أحياء شرق حلب أصبحت تتوافر فيها الآن المعايير الثلاثة لمنطقة محاصرة: تطويق عسكري، وعدم وصول مساعدات إنسانية، وحرمان المدنيين من حرية التنقل.
وتحاصر قوات النظام السوري منذ نحو شهرين الأحياء الشرقية التي يعيش فيها نحو 250 ألف شخص في ظروف مأساوية، في ظل نقص كبير في المواد الغذائية والطبية.
من جهة ثانية، أعلن الجيش السوري في بيان ليل الأربعاء "تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الإرهابيين" في أحياء حلب الشرقية "بعد نجاحات قواتنا المسلحة في حلب وقطع جميع طرق إمداد المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية للمدينة".
وقال إن قراره يأتي "للمساعدة في خروج مَن يرغب من المواطنين باتجاه المناطق الآمنة".
ودعا الجيش مقاتلي الفصائل إلى "عدم انتظار المساعدة من أحد، فجميع خطوط الإمداد أصبحت مقطوعة ولا مجال أمامهم إلا إلقاء السلاح"، محذراً من "أن كل مَن لا يستفيد من الفرصة المتاحة لإلقاء السلاح أو المغادرة سيلقى مصيره المحتوم".
تصعيد ومحاولة للتهدئة
وبعد تعليق الولايات المتحدة محادثاتها مع واشنطن بشأن سورية، أعلنت موسكو إرسال سفينتين حربيتين للانضمام إلى قواتها في المتوسط.
ويأتي إرسال السفينتين غداة إعلان موسكو أنها نشرت أنظمة دفاع جوي من نوع أس-300 في طرطوس في شمال غرب سورية، حيث تملك منشآت بحرية عسكرية.
وفي محاولة للتهدئة، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول الأربعاء أن بلاده ستطرح مشروع قرار في مجلس الأمن "قبل نهاية الأسبوع حول الوضع في حلب وفي سورية".
وأعلنت الخارجية الفرنسية عن جولة لوزير الخارجية جان مارك آيرولت إلى موسكو وواشنطن لبحث الأزمة السورية والدفع بمشروع القرار.
وقالت الوزارة في بيان إن "هذه الجولة تندرج في إطار جهود فرنسا لضمان تبنّي مجلس الأمن الدولي قراراً يمهد لوقف إطلاق النار في حلب وإيصال المساعدة الإنسانية إلى مَن يحتاجون إليها من سكان".
كما نددت الرئاسة الفرنسية الأربعاء بـ"الاعتداءات التي لا تُحتمل" والتي يرتكبها النظام السوري المدعوم من "الطيران الروسي" بحق الشعب السوري.
*الصورة: عناصر في الدفاع المدني السوري يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض في حلب/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659