عادة ما تكون سماء حلب ملأى بالطائرات الحربية التي تقصف أهدافا بالمدينة، وأرضها مكتظة بالمقاتلين الذين ينتمون إلى جبهات مختلفة.
فعلى الرغم من الدمار الذي أُلحق بالمدينة، والذي وصفته هيئة الصليب الأحمر "بأكثر الصراعات تدميرا في التاريخ الحديث"، إلا أن القتال والقصف ما زالا مستمرين.
ووصفت وكالة الصحافة الفرنسية الحرب، التي تخوضها قوات النظام ضد الفصائل المعارضة بأحياء حلب الشرقية، بـ"حرب شوارع".
فلماذا يستمر الصراع في حلب؟ وما الأهمية الاستراتيجية التي يراها النظام السوري وفصائل المعارضة في تلك المدينة؟
- أهمية استراتيجية لطرفي الصراع
تنقسم مدينة حلب إلى شطرين: الجزء الشرقي ويقطن به نحو 250 ألفا وتسيطر عليه فصائل معارضة، والغربي يسكن فيه 1.2 مليون شخص وتسيطر عليه قوات النظام.
وتشهد المدينة حروبا يومية بين القوات النظامية وفصائل المعارضة، لرغبة الأولى في السيطرة على المدينة كاملة، وعزم الثانية على إيقاف تقدم القوات النظامية.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الخبير في الجغرافيا السورية، فابريس بالانش، إن المعركة في حلب محورية لكلي الطرفين، فبالنسبة للفصائل، لا يمكنها أن تترك المقاتلين محاصرين في المدينة. أما بالنسبة لدمشق، فإنه إذا سقطت أحياء حلب الشرقية، فإن النظام سيقدم نفسه على أنه الفائز.
وتوضح هذه الخريطة أهمية مواقع مدن حلب وإدلب ودمشق في الصراع السوري:
وصرح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، للوكالة أن أهمية حلب تكمن في كونها عاصمة الثورة والمدينة التي سينطلق منها "الحراك الأساسي لإسقاط النظام".
- الموقع الجغرافي
كما ذكرت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس البحثي لينا الخطيب، في حوار لها مع مركز "مجلس العلاقات الخارجية" البحثي، أن السيطرة على حلب بمثابة جسر يربطها بمدينة إدلب ويوفر طريق إمدادات مباشر من تركيا، وسيضغط القوات النظامية لتتراجع إلى العاصمة دمشق، وهو ما يمثل انتصارا حربيا وسياسيا لفصائل المعارضة.
أما بالنسبة لنظام الأسد، فترى الخطيب أن السيطرة على المدينة بالكامل سيسمح للقوات بالتقدم نحو إدلب وخنق المعارضة.
وفي حوار له بالبرنامج الصباحي على إذاعة NPR، قال خبير السياسات العربية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط ،أندرو تابلر، إن قرب حلب من الحدود التركية، وأهميتها في التمثيل الدبلوماسي للولايات المتحدة، وضخامة إنتاجها الاقتصادي قبل الحرب السورية يجعل للمدينة أهمية خاصة في الحاضر والمستقبل.
المصدر: أ ف ب/وسائل إعلام أميركية/ موقع مجلس العلاقات الخارجية