متابعة حسن عبّاس:

بدأت القوات العراقية الإثنين، 17 تشرين الأول/أكتوبر، هجوماً لاستعادة مدينة الموصل، معقل داعش في العراق، في معركة ستكون نتائجها "حاسمة" في الحرب على الجهاديين.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر الإثنين بدء عمليات استعادة الموصل التي يجري الاستعداد لها منذ أشهر، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

واعتبر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن عملية تحرير الموصل من داعش تشكّل "لحظة حاسمة" في المعركة ضد الإرهاب.

اقرأ أيضاً:

واشنطن تجدد الثقة والعزم: العراقيون استعدوا لمعركة الموصل الحاسمة

داعش يتبنى تفجير بغداد ويقتل 58 من أفراده في الموصل

وقال كارتر "هذه لحظة حاسمة في حملتنا لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش".

وأضاف "نحن واثقون من أن شركاءنا العراقيين سيهزمون عدوّنا المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من وحشية وعداء داعش".

تركيا لن تبقى خارج العملية

ويستمر التجاذب العراقي التركي حول الدور الذي تلعبه تركيا داخل العراق. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين أنه من "غير الوارد" بالنسبة إلى تركيا أن تبقى خارج عملية استعادة الموصل.

وقال أردوغان "ماذا يقولون؟ أن على تركيا ألا تدخل الموصل؟ لدي حدود (مع العراق) طولها 350 كلم. وإنني مهدّد من خلال هذه الحدود".

وأضاف "سنكون جزءاً من العملية، سنكون متواجدين إلى الطاولة"، مضيفاً أن "أشقاءنا هناك وأقرباءنا هناك، ومن غير الوارد أن نكون خارج العملية".

وبعد كلام أردوغان، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره إلى المشاركة في تظاهرة الثلاثاء أمام السفارة التركية احتجاجاً على تواجد قوات تركية في العراق.

وقال لأنصاره "لتتوجهوا ألوفاً زاحفين نحو السفارة التركية لتسمعوا صوتكم وبالطرق السلمية والأدبية دون تعدٍّ عليها".

وأضاف "لتدعموا جيشكم ومجاهديكم لتحرير الموصل من الإرهابيين ومن الترسانة التركية التي تجثم على أرض المحافظة من دون احترام لأراضينا وسيادتنا".

وتابع "هبّوا لتسمعوا صوتكم ولتكن عبرة لكل مَن يظن نفسه قادراً على احتلال العراق وأرضه".

قلق دولي على النازحين

ومع إطلاق العملية، عبّرت الأمم المتحدة على الفور عن "قلقها" بشأن قرابة 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل.

وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة العاجلة ستيفن أوبراين إن "العائلات معرّضة لخطر شديد بأن تصبح عالقة بين نارين أو مستهدفة من جانب قناصة".

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق ليز غراند "نفعل ما بوسعنا لاتخاذ كل الإجراءات في حال حدوث أسوأ السيناريوهات الإنسانية".

وأضافت "في أسوأ الحالات، نتجه إلى أكبر عملية إنسانية في العالم في 2016".

وحذّرت غراند من أن "هناك قواعد غير رسمية تشير إلى أنه ليست هناك أي مؤسسة قادرة على مواجهة حركة سكان يتجاوز عددهم الـ150 ألف شخص في وقت واحد".

وتأمل المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في تأمين أحد عشر مخيماً قبل نهاية العام قادرة على استيعاب 120 ألف شخص، بينما تقول السلطات العراقية إنها تستطيع استقبال 150 ألفاً آخرين في مخيمات أخرى.

وقد أعلنت منظمة الهجرة الدولية أنها ستبني "مواقع عاجلة" تقدّم مأوى وخدمات أساسية لمئتي ألف شخص، موضحة في الوقت نفسه أنها بحاجة إلى المزيد من الأموال.

وسيكون سكان مدينة الموصل في خطر كبير خلال عمليات القتال، وقد يعلقون بين الصواريخ والضربات الجوية والاشتباكات، وقد يستخدمهم داعش دروعاً بشرية.

وتحدثت غراند عن "أسوأ سيناريو في بعض الأحياء المكتظة بالسكان حيث قد يكون هناك عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من المدنيين في خطر كبير". وأضافت "إذا فجّر داعش الأحياء بالمتفجرات أو إذا ما وضعوا قناصة في مواقع رئيسية، يمكن أن يتحول المدنيون إلى دروع بشرية".

وأبدى نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش الإثنين استعداد تركيا لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين الذين قد يفرّون من الموصل.

روسيا والمدنيون

وقبل بدء العملية، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التحالف الدولي إلى تجنب سقوط ضحايا مدنيين في العملية.

وقال بوتين "نأمل في أن يتحرك شركاؤنا الأميركيون وتالياً شركاؤنا الفرنسيون أيضاً بدقة ويبذلوا ما في وسعهم لتقليص وحتى تجنّب سقوط أي ضحية بين السكان المدنيين" خلال الهجوم على الموصل.

وأضاف "لن نؤجج الهستيريا حول هذا الموضوع كما يفعل شركاؤنا الغربيون، لأننا ندرك أننا نحتاج إلى مقاتلة الإرهاب، ولتحقيق هذه الغاية لا سبيل آخر سوى المعارك الهجومية".

*الصورة: قوات مكافحة الإرهاب العراقية تستعد لاقتحام مدينة الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: