متابعة حسن عبّاس:
احتشد آلاف المتظاهرين العراقيين، أغلبهم من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، صباح الثلاثاء، 18 تشرين الأول/أكتوبر، قرب مبنى السفارة التركية في بغداد للمطالبة بخروج القوات التركية من العراق.
وتوافد المتظاهرون من مناطق مختلفة من البلاد تلبيةً لدعوة وجهها الصدر الإثنين احتجاجاً على تواجد قوات تركية في شمال البلاد، وتزامناً مع بدء عملية استعادة السيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد.
وقال الصدر، الإثنين، في كلمة متلفزة "لتتوجهوا ألوفاً زاحفين نحو السفارة التركية لتسمعوا صوتكم وبالطرق السلمية والأدبية دون تعدٍّ عليها"، مضيفاً "لتدعموا جيشكم ومجاهديكم لتحرير الموصل من الإرهابيين ومن الترسانة التركية التي تجثم على أرض المحافظة من دون احترام لأراضينا وسيادتنا".
وأضاف "لتكن عبرة لكل مَن يظن نفسه قادراً على احتلال العراق وأرضه".
وتجمع المتظاهرون على طريق رئيسي أمام مبنى السفارة حاملين لافتات تندد بوجود القوات التركية في العراق، وسط إجراءات أمنية مشددة شملت قطع طرق ونشر قوات لحماية المبنى.
وهتف المتظاهرون الذين رفعوا أعلاماً عراقية "كلا، كلا للمحتل" و"كلا، كلا أردوغان".
واعتبر ميثاق عبد الأمير القادم من البصرة في جنوب العراق، أن ما يحصل "تدخل سافر من القوات التركية المحتلة لأراضينا". وتابع "هذا اعتداء سافر من القوات التركية ولا نقبل بتدخل أي دولة في شؤون العراق".
وازدادت حدة التوتر بين العراق وتركيا، ودعت بغداد أنقرة مراراً إلى سحب قواتها من معسكر بعشيقة الواقع شمال شرق الموصل. وحذّر رئيس الوزراء حيدر العبادي من أن انتشار القوات التركية على أراضي بلاده يهدد بحرب إقليمية.
وتفيد وسائل الإعلام التركية بأن نحو ألفي جندي تركي ينتشرون في العراق بينهم 500 في بعشيقة حيث درّبوا عراقيين من أجل معركة استعادة الموصل.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش الإثنين إن تركيا درّبت نحو أربعة آلاف من العناصر المحلية في الموصل من العرب والتركمان والكُرد والأيزيديين، يشارك منهم نحو ثلاثة آلاف عنصر في عملية تحرير الموصل.
الطائرات التركية شاركت... لم تشارك
وعلى صعيد مشاركة تركيا في معركة الموصل، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الثلاثاء، أن طائرات حربية تركية شاركت في العمليات التي ينفذها الجيش العراقي والتحالف الدولي في الموصل، معقل داعش في شمال العراق.
وقال في خطاب متلفز "قواتنا الجوية شاركت في العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف في الموصل" بدون إعطاء توضيحات حول نطاق أو طبيعة هذا التدخل.
ولكن في الوقت نفسه، نقل موقع محطة (إن.تي.في) الإخبارية التلفزيونية عن بن علي يلدريم قوله، الثلاثاء، إنه لم يتم بعد الاستعانة بطائرات تركية في الهجوم، إلا أنه قال إنه سيتم إرسال طائرات عندما يأتي الوقت المناسب لذلك.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر من أنه "من غير الوارد" أن تبقى تركيا خارج العملية التي أطلقتها بغداد يوم الإثنين لاستعادة الموصل بدعم جوي من عدة دول بينها الولايات المتحدة.
وشهدت الاستعدادات لهذه العملية توتراً شديداً بين بغداد وأنقرة التي كانت تصر على إشراكها بالهجوم وهو ما تحفظت عليه الحكومة العراقية.
وانتقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، التصريحات "المتصاعدة" للقيادة التركية، لافتاً إلى أن دخول القوات التركية إلى العراق "ليس نزهة".
ودعا في كلمة له خلال لقائه سفراء عدد من الدول، القادة الأتراك إلى "عدم ارتكاب خطأ مميت ارتكبه (الرئيس العراقي الأسبق) صدام حسين وأدى إلى كوارث ما بعدها كوارث"، مطالباً إياهم بـ"عدم التعامل بالوصاية على الدول".
محاولة لتخفيف التوتر
وفي محاولة لتهدئة التوتر، توجّه وفد من وزارة الخارجية التركية إلى بغداد لمناقشة التطورات الأخيرة.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر ديبلوماسية تركية قولها إن مستشار وزارة الخارجية أوميت يالتشين يترأس الوفد. ومن المتوقع أن تناقش اللقاءات وضع القوات التركية الموجودة في معسكر بعشيقة، والعملية العسكرية ضد داعش في الموصل.
وأشار المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد جمال إلى إن الوفد التركي جاء لبحث موضوع سحب القوات التركية من العراق، لافتاً إلى أن الخطوة تمت "بناءً على طلب الجانب التركي".
*الصورة: متظاهرون عراقيون أمام السفارة التركية للتنديد بالتدخل التركي في شؤون العراق/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659