متابعة حسن عبّاس:
تواصل القوات العراقية الأربعاء، 19 تشرين الأول/أكتوبر، تقدمّها داخل قره قوش، أكبر البلدات المسيحية في البلاد، بهدف استعادتها من سيطرة تنظيم داعش، في إطار العملية العسكرية الضخمة التي بدأت الإثنين لتحرير مدينة الموصل.
واقتحمت القوات العراقية الثلاثاء بلدة قره قوش التي تقع على بعد قرابة 30 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل، لكن المواجهات مستمرة مع عناصر من داعش يتحصنون داخلها.
وأوضح ضابط عراقي أن قوات من مكافحة الإرهاب التي تولّت مهاماً صعبة خلال عمليات نفّذتها القوات العراقية في الفترة الماضية، تستعد للسيطرة على قره قوش.
وقال الضابط وهو برتبة عقيد في القوات البرّية، وكان يتحدث من قاعدة القيارة، أحد أكبر مقار القوات الأمنية العراقية في المنطقة، "نحن نحاصر الحمدانية الآن"، في إشارة إلى المنطقة التي تقع فيها بلدة قره قوش المسيحية.
وأضاف "نقوم بإعداد خطة لاقتحامها وتطهيرها بعد ذلك". وتابع "توجد جيوب وتدور اشتباكات وأرسلوا (الإرهابيون) سيارات مفخخة، لكن هذا لن ينفعهم".
احتفالات في أربيل
وعلى إيقاع هذه الأنباء، احتفل مئات المسيحيين في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراقي، الثلاثاء، بتقدم القوات العراقية في بلدتهم قره قوش والتي اضطروا إلى الفرار منها حين سيطر عليها داعش في آب/أغسطس 2014.
وفي كنيسة مار شيمون (مار سمعان) في أربيل، احتشد رجال ونساء وأطفال للصلاة على نيّة تحرير بلدتهم، وقد حمل بعضهم شموعاً في أيديهم، قبل أن يخرجوا للاحتفال على وقع الأغاني وحلقات الرقص.
وقال أحد المحتفلين وهو صحافي يدعى حازم كاردومي "اليوم يوم مبارك. ما من شك في أن أرضنا ستتحرر ونشكر الرب ويسوع المسيح والعذراء مريم".
وسيطرت القوات العراقية على العديد من أحياء قره قوش، لكن مقاتلي داعش لا يزالون يتحصنون في أحياء أخرى.
وقره قوش هي أكبر مدينة مسيحية في العراق وكان يعيش فيها 50 ألف شخص عشية استيلاء الإرهابيين عليها في هجوم دفع بالغالبية العظمى من أبنائها إلى الفرار.
وقال بونوا فرج كامورا، رئيس جمعية "الأخوة" في العراق، وهي منظمة إنسانية فرنسية لدعم الأقليات، إن قره قوش "كانت البقعة التي تجمع العدد الأكبر من المسيحيين في مكان واحد، وهي تحمل بعداً ورمزية قويين".
تقدّم ميداني سريع
على الصعيد العام، حققت العملية التي تنفّذها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وتُعدّ الأكبر منذ سنوات، تقدماً سريعاً خلال اليومين الماضيين.
وتسعى القوات العراقية إلى محاصرة مدينة الموصل من جهات عدّة بينها المحور الجنوبي حيث تتحرك قوات حكومية انطلاقاً من قاعدة القيارة على امتداد نهر دجلة. وفي موازاة ذلك، تتقدم قوات البيشمركة الكردية من المحور الشرقي.
وباتت القوات العراقية، الأربعاء، في قرية باجوانية الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب الموصل.
وخرج مدنيون كثيرون من منازلهم أمام القوات الحكومية المتقدمة وهم يلوّحون برايات بيضاء.
وبدا معظم الرجال والشباب بلحى طويلة، لأن الإرهابيين كانوا يحرمونهم من حلاقة ذقونهم.
وتوجّه أحد السكان الذي قدّم نفسه باسم أبي عبد الله ويعمل راعياً نحو جندي عراقي طالباً منه سيكارة. وقال "حرموني من التدخين منذ عامين".
وستمثل استعادة الموصل نكسة ونهاية عملية لوجود تنظيم داعش المتطرف في معاقل أساسية في العراق.
وقد حذّر زعماء من العالم وقادة عسكريون من أن المعركة قد تكون طويلة وصعبة.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء "الموصل ستكون معركة صعبة. سيكون هناك كرّ وفرّ".
*الصورة: فتيات من قره قوش يشاركن في الاحتفالات الليلية بقرب تحرير المدينة من سيطرة داعش/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659