متابعة حسن عبّاس:
تسعى واشنطن إلى تهدئة الخلافات بين أنقرة وبغداد في محاولة لتفادي تأثيراتها السلبية على معركة تحرير الموصل من داعش، خاصةً أن التوتر بين البلدين يخلّ بالتوازن الهش بين الفصائل المتنافسة التي تتعاون في العملية.
وقال مسؤول أميركي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن "التوتر شديد والتصريحات العلنية في تصاعد"، مشيراً إلى أنه "سيناريو يثير قلقاً كبيراً".
وسيتوجه وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الجمعة، 21 تشرين الأول/أكتوبر، إلى تركيا للتأكد من أن استراتيجية الهجوم لن تخرج عن المسار المحدد لها.
وأضاف المسؤول الأميركي "نحاول التأكد من أن هذه التوترات لا تولّد وضعاً من الفوضى إلى درجة إضعاف نجاح عسكري محتمل".
اقرأ أيضاً:
حيدر العبادي: نتقدم في الموصل بأسرع مما توقعنا
داعش يزج “أشبال الخلافة” في معركة الموصل الحاسمة
وبين عشرات آلاف المقاتلين العراقيين الذين تم حشدهم لاستعادة الموصل، هناك مجموعات إثنية ودينية عديدة تسعى إلى ضمان مواقعها في الموصل بعد طرد داعش منها.
وبرعاية واشنطن، تم التوصل إلى اتفاق لإبقاء المقاتلين الشيعة من قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، وكذلك الأكراد، خارج المدينة ذات الغالبية السنية على أمل تجنّب ممارسات ذات طابع طائفي شهدها العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الحشد الشعبي بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك عمليات تعذيب وإعدامات تعسفية، عند استعادة تكريت من التنظيم الإرهابي.
ويقود الجيش العراقي الهجوم على الموصل التي يسيطر عليها داعش منذ حزيران/يونيو 2014.
مخاوف من مواجهات
ووصلت حدّة السجالات بين المسؤولين العراقيين والأتراك الأسبوع الماضي إلى حدّ غير مسبوق وخطير.
وبعد أن كانت الأمور تسير نحو التهدئة، يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تراجع الإثنين الماضي عن الاتفاق الضمني الذي دفعت واشنطن نحو تبنّيه.
وقال في خطاب "سنكون جزءاً من العملية، ومن غير الوارد أن نبقى بعيدين" عن العمليات.
وفي إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، يدعم الطيران التركي المقاتلين العراقيين الذين يحاولون استعادة الموصل.
لكن أنقرة تشعر بالاستياء من مشاركة قوات الحشد الشعبي أو مقاتلين أكراد قريبين من حزب العمال الكردستاني، العدو اللدود لأنقرة والذي تعتبره "منظمة إرهابية".
وتبلور هذا التوتر بوجود مئات من الجنود الأتراك في قاعدة في بعشيقة في منطقة الموصل مهمتهم الرسمية هي تدريب متطوعين سنة لاستعادة معقل التنظيم الإرهابي. وترى بغداد في هذا الوجود "قوة احتلال".
ويخشى المسؤول الأميركي أن يؤدي تصاعد الخطاب إلى مواجهات بين القوات التركية والعراقية، ما يمكن أن يفتح ثغرة تسمح للمقاتلين الشيعة بدخول المدينة.
وقال "هذا من بين الأمور التي نقولها للحكومة التركية". وأضاف أن "تحركات أحادية يمكن في أسوأ السيناريوهات أن تؤدي إلى مواجهات مباشرة بين العراقيين والأتراك، وبين الميليشيات الشيعية والأتراك".
وتابع أنه لتجنّب أخطاء الماضي، تتضمّن الاستراتيجية الأميركية "تبنّي إجراءات تسمح بالتأكد من أننا بعد أي عملية تحرير منطقة أو هزيمة لتنظيم داعش، لن نجد أنفسنا في وضع يؤدي فيه حجم الدمار والتهميش والإقصاء، سواء على الصعيد الإنساني أو على صعيد إدارة المناطق المحرّرة، إلى زرع بذور جيل جديد من المتطرفين أو مجموعة إرهابية جديدة".
وتخشى واشنطن من أن يؤدي التوتر مع أردوغان إلى إضعاف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يواجه أصلاً وضعاً صعباً في الداخل، ولا سيما في مواجهة سلفه نوري المالكي.
وقال المسؤول "إذا بدا العبادي ضعيفاً جداً في مواجهة تركيا، فهذا سيشكل فرصة جيّدة لبعض خصومه ليستفيدوا من الوضع ويبدون أكثر وطنية منه".
*الصورة: قوات تركية على الحدود التركية-العراقية/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659