متابعة حسن عبّاس:
أفاد مسؤول في الدفاع المدني السوري بأن الجزء الشرقي من مدينة حلب السورية الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة تعرّض صباح الثلاثاء، 15 تشرين الثاني/نوفمبر، إلى أعنف قصف منذ أكثر من أسبوعين في الوقت الذي شوهدت فيه طائرات حربية تحلّق في السماء.
وقال المسؤول المذكور ويُدعى إبراهيم أبو الليث إن الغارات الجوية والقنابل المظلية استهدفت شرق حلب بشكل عنيف ولم يُشاهَد مثله منذ أكثر من 15 يوماً.
وتزامن استئناف القصف على الأحياء الشرقية مع تأكيد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء أن روسيا شنّت ضربات صاروخية جديدة على مقاتلي داعش باستخدام صواريخ وطائرات انطلقت من حاملة الطائرات اميرال كوزنتسوف.
وأعلن شويغو أن الجيش الروسي بدأ عملية واسعة النطاق تهدف إلى ضرب مواقع داعش وجبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في منطقتي إدلب وحمص.
وأضاف متحدثاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنوب روسيا أن الضربات ستستمر. ولكنّه لم يذكر حلب.
عودة الغارات إلى حلب
وقد نفّذت قوات النظام السوري غارات على الأحياء السكنية في شرق مدينة حلب، هي الأولى منذ نحو شهر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "نفّذت قوات النظام غارات وقصفاً بالبراميل المتفجرة على عدد من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، للمرة الأولى منذ 18 تشرين الأول/أكتوبر"، تاريخ تعليق موسكو ضرباتها الجوية على شرق حلب، قبل يومين من هدنة من جانب واحد لم تحقق هدفها بخروج المدنيين والمقاتلين.
وأفاد مصوّر لوكالة الصحافة الفرنسية في شرق حلب بأن الطيران الحربي استهدف حيي مساكن هنانو والصاخور بالبراميل المتفجرة والقنابل المظلية.
وكان الجيش السوري قد أرسل خلال اليومين الماضيين رسائل نصية قصيرة إلى سكان الأحياء الشرقية يمهل فيها مقاتلي المعارضة 24 ساعة للخروج من حلب أو تسليم أنفسهم قبل "هجوم استراتيجي مقرّر" ستُستخدم فيه "أسلحة الدقة العالية".
وقد تزامنت الغارات على شرق حلب مع قصف وغارات مماثلة نفّذتها طائرات حربية واستهدفت مناطق عدة بينها معرّة النعمان وسراقب وأريحا وجسر الشغور في محافظة إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري.
من جهة ثانية، أشار المرصد السوري إلى تعرّض مناطق في ريف حلب الجنوبي وفي ريف حلب الغربي صباح الثلاثاء "لقصف من صواريخ مجنحة أطلقت من البوارج الروسية".
حلب خلال شهرين
وتُعدّ مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري. وكانت قوات النظام قد نفّذت في 22 أيلول/سبتمبر هجوماً على الأحياء الشرقية بهدف السيطرة عليها واستمر أسابيعاً وترافق مع قصف جوي عنيف.
وتمكّنت قوات النظام وقتها من إحراز تقدّم طفيف على الأرض، بينما تسبب القصف بمقتل 500 شخص وبدمار هائل، ما استدعى تنديداً واسعاً من الأمم المتحدة ومنظمات دولية.
وفرضت موسكو هدنة أولى من ثلاثة أيام في 21 تشرين الأول/أكتوبر وثانية ليوم واحد في 4 تشرين الثاني/نوفمبر من دون أن تحقق أي منهما هدفها بخروج المدنيين والمقاتلين.
واستعادت قوات النظام قبل ثلاثة أيام كافة المناطق التي خسرتها عند أطراف حلب الغربية، بعد أسبوعين على هجوم شنته الفصائل المعارضة والإسلامية بهدف فك حصار مستمر منذ أربعة أشهر على الأحياء الشرقية، حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص في ظروف مأساوية.
وإثر ذلك، أرسل الجيش السوري رسائل نصية لسكان الأحياء الشرقية جاء فيها "أيها المسلحون في أحياء شرق حلب، إن فكرة فك الحصار عنكم قد انتهت... فكّروا قبل دنو الأجل والقوا السلاح وعيشوا بأمان وسلام".
الصورة: صورة أرشيفية لآثار قصف الطائرات على حلب/ عن وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659