مبنى مدمّر في حلب
مبنى مدمّر في حلب

متابعة حسن عبّاس:

حققت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدماً نوعياً في عمق الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة في مدينة حلب الاثنين، 21 تشرين الثاني/نوفمبر، في وقت يثير عنف القصف مخاوف دولية حول مصير المدنيين المحاصرين.

تقدّم نوعي

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "حققت قوات النظام وحلفاؤها من روس وإيرانيين ومقاتلين من حزب الله اللبناني تقدماً استراتيجياً ليل الأحد بسيطرتها على القسم الشرقي من مساكن هنانو"، مشيراً إلى استمرار "الاشتباكات العنيفة" بين الطرفين الاثنين.

وأوضح عبد الرحمن أن التقدم في مساكن هنانو "هو الأول من نوعه داخل الأحياء الشرقية منذ سيطرة الفصائل المعارضة عليها صيف العام 2012"، مؤكداً مشاركة "حلفاء النظام بفعالية في الهجوم على جبهات عدة في حلب".

وأضاف أن "لهذا الحي رمزية كبيرة أيضاً باعتباره أول حي تمكنت الفصائل من السيطرة عليه في مدينة حلب قبل توسيع سيطرتها إلى بقية الأحياء".

وكانت قوات النظام قد بدأت الثلاثاء الماضي حملة قصف جوي ومدفعي عنيفة على أحياء حلب الشرقية، وأصابت أبنية سكنية ومرافق طبية عدة، ما تسبب بمقتل أكثر من مئة مدني وفق المرصد، وذلك بالتزامن مع خوضها معارك عنيفة ضد الفصائل في حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من دمشق الاثنين عن خبراء عسكريين قولهم إنه في حال تمكّن الجيش من السيطرة بشكل كامل على مساكن هنانو، "تسقط نارياً أحياء الإنذارات والحيدرية وأرض الحمرا". وهو ما أكده أيضاً المرصد السوري.

من جانب آخر، قال عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي، أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، ياسر اليوسف لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات النظام سيطرت على "نقاط في أطراف الحي"، ولكن معارك محتدمة لا تزال تدور بين الطرفين.

وأوضح أن قوات النظام "حاولت فجراً التقدم براً في حي الشيخ نجار في شرق المدينة وحي الشيخ سعيد" من دون أن تتمكن من إحراز تقدّم.

قلق على المدنيين    

ويثير التصعيد العسكري الحالي مخاوف المجتمع الدولي حيال مصير المدنيين المحاصرين.

وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا "نحن في سباق مع الزمن".

وأشار إلى أنه "بحلول عيد الميلاد وبسبب تكثيف العمليات العسكرية، قد نشهد تدهوراً لما تبقى في شرق حلب ويمكن أن ينزح حوالى 200 ألف شخص إلى تركيا، ما سيشكل كارثة انسانية".

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أنه "ليس هناك حالياً أي مستشفى قيد الخدمة في القسم المحاصر من المدينة"، وذلك استناداً إلى تقارير من شركائها في المنطقة.

وأضافت أن "أكثر من 250 ألف رجل وامرأة وطفل يقيمون في شرق حلب أصبحوا الآن محرومين من إمكانية العناية الطبية".

وأكدت المنظمة أن خدمات صحية "لا تزال متوافرة في عيادات صغيرة"، لكن معالجة الإصابات وإجراء عمليات جراحية كبرى وتقديم رعاية طبية طارئة لم تعد مؤمّنة.

واقترح دي ميستورا الأحد إقامة "إدارة ذاتية" لمقاتلي المعارضة في الأحياء الشرقية، بعد انسحاب مقاتلي جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) منها.

ولكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفض اقتراحه، وعلّق "قلنا له إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً"، وأضاف "هل يعقل أن تأتي الأمم المتحدة لتكافئ الإرهابيين؟".

ولم تعد وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية قادرة على الوصول إلى شرق حلب منذ تموز/يوليو الماضي حين سيطر الجيش السوري على آخر طريق إمداد إلى الأحياء الشرقية ما أدى إلى وقف وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها منذ أكثر من أربعة أشهر.

أوباما ليس متفائلاً

وخلال مؤتمر صحافي في ليما عاصمة بيرو في ختام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك)، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الأحد "لست متفائلاً بشأن آفاق المستقبل في سورية على المدى القريب".

وأضاف أنه فور اتخاذ روسيا وإيران قراراً بدعم الأسد و"شنّ حملة جوية ضارية" على شرق حلب، "أصبح من الصعب جداً رؤية وسيلة يمكن أن تصمد بها معارضة معتدلة مدرّبة وملتزمة لفترة طويلة من الزمن".

الصورة: مبنى مدمّر في حلب/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: