سوريون يغادرون شرق حلب/وكالة الصحافة الفرنسية
سوريون يغادرون شرق حلب/وكالة الصحافة الفرنسية

متابعة حسن عبّاس:

وصفت الأمم المتحدة الثلاثاء، 29 تشرين الثاني/نوفمبر، الوضع في شرق مدينة حلب السورية بـ”المخيف” بعدما دفع التقدّم السريع لقوات النظام السوري داخل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة نحو 16 ألف مدني إلى الفرار نحو مناطق أخرى.

ومع استمرار عمليات الفرار من مناطق الاشتباك بين قوات النظام والفصائل في حلب، أعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، الثلاثاء، عن “غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب”.

وخسرت الفصائل المعارضة، الإثنين، كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية إثر تقدّم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها في إطار هجوم بدأته منتصف الشهر الحالي لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب. ودفعت الاشتباكات الآلاف إلى الفرار.

وقال أوبراين إن “كثافة الهجمات على أحياء شرق حلب في الأيام الأخيرة” أجبرت حوالى 16 ألف شخص على “الفرار إلى مناطق أخرى من المدينة”.

ولا يشمل هذا العدد الآلاف من المدنيين الذين نزحوا داخل الأحياء الشرقية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأحصى المرصد فرار أكثر من سبعة آلاف مدني إلى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية وأكثر من خمسة آلاف إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام، بعد حصيلة سابقة الأحد أفادت بنزوح 10 آلاف مدني خارج الأحياء الشرقية.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن آلاف المواطنين نزحوا، منذ ليل الإثنين-الثلاثاء، إلى مناطق سيطرت عليها قوات النظام في اليومين الأخيرين، وتحديداً إلى حيي الشعار وطريق الباب اللذين يشكلان حالياً خطوط المواجهات بين طرفي النزاع وفيهما كثافة سكانية مرتفعة.

“انحدار نحو الجحيم”

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفاً “رهيبة” واصفة الوضع بأنه “انحدار بطيء نحو الجحيم”.

وحتى بدء الهجوم، كان يعيش أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في ظروف صعبة نتيجة حصار بدأته قوات النظام قبل حوالى أربعة أشهر. ودخلت آخر قافلة مساعدات إنسانية إلى مناطقهم في تموز/يوليو 2016.

وهذه هي، بحسب المرصد، المرة الأولى التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012 حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام.

ووجّهت الأمم المتحدة، الإثنين، نداءً عاجلاً إلى الأطراف المتحاربة لتتوقّف عن قصف المدنيين في شرق حلب، معربة عن “قلقها البالغ” حيال مصير المدنيين الواقعين بين نارين “في ظروف مروّعة”.

وأعلن جهاز الدفاع المدني في شرق حلب نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع “المنظمات الإنسانية والإغاثيّة والطبيّة إلى التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون”.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في حي الأنصاري إبراهيم أبو الليث لوكالة الصحافة الفرنسية بصوت متقطّع “النزوح جماعي والمعنويات منهارة. تنام الناس على الأرض. لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى أو ملجأ”.

اجتماع “فوري”

وإزاء ما وصفه بـ”الكارثة الإنسانية” في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع “فوراً” من أجل “النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها”.

وقال آيرولت في بيان “ثمة حاجة ملحة أكثر من أي وقت لتطبيق وقف للأعمال الحربية والسماح بوصول المساعدة الإنسانية بدون قيود”.

وتشكّل سيطرة قوات النظام على أكثر من ثلث الأحياء الشرقية وفق المرصد، الخسارة الأكبر للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة عام 2012.

وكانت الفصائل المعارضة قد خسرت كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في مدينة حلب.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من دمشق أن الجيش بدأ أمس “المرحلة الثانية من عمليته العسكرية الهادفة إلى تحرير الأحياء الشرقية من حلب باقتحام الأحياء الجنوبية منها”.

وأوضحت أنه “في حال سيطرة الجيش على حي طريق الباب، يغدو بمقدوره الوصول إلى حي الشعار الذي يعد من أهم معاقل جبهة النصرة”.

*الصورة: سوريون يغادرون شرق حلب/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: