متابعة حسن عبّاس:
اقترحت روسيا إقامة أربعة ممرات إنسانية إلى شرق حلب للسماح بدخول المساعدات وإجلاء مئات الحالات الطبية الطارئة، كما أعلنت الأمم المتحدة الخميس، الأول من كانون الأول/ديسمبر.
الممرات الروسية
وقال يان إيغلاند، رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سورية التابعة للأمم المتحدة، في ختام اجتماع في جنيف أن "الاتحاد الروسي أعلن أن مبعوثيه يريدون الاجتماع في حلب مع موظفينا لبحث الطريقة التي يمكننا فيها استخدام هذه الممرات الاربعة لإجلاء الناس وخصوصاً 400 جريح على الأقل بحاجة إلى إجلاء طبي فوري".
وأضاف أن هذه الممرات يمكن أن تُستخدم أيضاً لنقل أدوية ومواد طبية وغذائية.
وتابع إيغلاند أن سبل عمل الممرات الإنسانية الأربعة المقترحة من قبل موسكو ستُبحث خلال النهار مذكراً بأن هذا الأمر لا يمكن أن ينجح "إلا في حال احترمته كل الأطراف المسلحة".
وكانت موسكو قد أعلنت في السابق عن اتفاقات هدنة أحادية الجانب وأقامت ممرات إنسانية لكن الأمم المتحدة لم تستخدمها أبداً بسبب عدم وجود ضمانات أمنية.
واعتبر إيغلاند أنه، هذه المرة، "إذا قال الروس إن هناك أربعة ممرات إنسانية، فسنحرص على أن الحكومة الروسية ستحترم ذلك، ونحن الآن متفائلون حيال واقع أن مجموعات المعارضة المسلحة ستقوم بالمثل".
ونزح أكثر من 50 ألفاً من سكان حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة ولم يبقَ فيها إلا حوالى 200 ألف شخص يعيشون من دون مستشفيات ووقود وسيارات إسعاف، وذلك منذ بدء الهجوم العنيف الذي تمكّنت خلاله قوات النظام من السيطرة على نحو 40% من مناطق المعارضة.
النظام يحشد
ميدانياً، نشر النظام السوري الخميس مئات من جنوده لاستعادة الأحياء الأكثر اكتظاظاً بالسكان في شرق حلب وتسريع سقوط معقل المعارضة الذي حذّرت الأمم المتحدة من تحوّله إلى "مقبرة ضخمة".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "النظام يعمل على تضييق الخناق على ما تبقى من قسم حلب الشرقي الذي ما زال تحت سيطرة المعارضة"، مضيفاً أن قوات النظام بعد سيطرتها على شمال شرق المدينة، باتت تتقدم "شرقاً في محيط كرم الجزماتي وجنوباً" في حي الشيخ سعيد الشاسع المساحة.
وأوضح عبد الرحمن أن مئات من جنود الحرس الجمهوري ومن الفرقة الرابعة انتشروا "تمهيداً لحرب شوارع" في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في شرق حلب. وأضاف أنهم "يتقدّمون لكنهم يخشون الكمائن في تلك المناطق بسبب كثافة السكان والمقاتلين".
فصائل المعارضة تتوحّد
في المقابل، قالت جماعتان مسلحتان إن مقاتلي المعارضة في حلب اتفقوا على تشكيل تحالف عسكري جديد لتحسين تنظيم دفاعاتهم في أجزاء من المدينة التي لا يزالون يسيطرون عليها.
وقال المسؤولان اللذان تحدثا من تركيا لوكالة "رويترز" إن التحالف الجديد سيسمى "جيش حلب" ويرأسه قائد جماعة الجبهة الشامية، وهي واحدة من الجماعات الرئيسية التي تحارب في شمال سورية تحت لواء الجيش السوري الحر.
وأكد مسؤول في جماعة معارضة ثانية أن أبو عبد الرحمن نور من الجبهة الشامية اختير لقيادة التحالف. وفي مقابلة مع "رويترز" الأسبوع الماضي دعا نور إلى مزيد من المساندة من الدول الأجنبية الداعمة للمعارضة.
وقال مسؤول بالجبهة الشامية لرويترز إن التحالف الجديد سيساعد في مركزية عملية اتخاذ القرار.
وتلقت الجبهة الشامية دعما من تركيا ودول أخرى تريد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659