متابعة حسن عبّاس:
أعلنت القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق الوطني الإثنين، 5 كانون الأول/ديسمبر، "فرض السيطرة الكاملة" على مدينة سرت على الساحل الليبي بعد أشهر من معارك متواصلة مع داعش.
وقال رضا عيسى، المتحدث باسم هذه القوات، لوكالة الصحافة الفرنسية "قواتنا تفرض سيطرتها بالكامل على سرت"، مشيراً إلى "عملية انهيار تام للدواعش".
وتم تحديث صورة الغلاف على صفحة "المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص"، وهو اسم العملية العسكرية في سرت، على موقع فيسبوك، ونشرت صورة لجنود يرفعون شارة النصر، مع عبارة "انتصر البنيان وعادت سرت".
وكتبت الصفحة "انهيار تام في صفوف الدواعش والعشرات منهم يسلّمون أنفسهم لقواتنا... وأبطالنا يتعاملون مع أفراد من عصابة داعش في آخر معاقلهم في منطقة الجيزة البحرية".
وكان التنظيم قد بدأ يتغلغل في سرت عام 2014 مستغلاً الفوضى التي سادت ليبيا منذ سقوط الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، وسيطر عليها بشكل كامل في حزيران/يونيو 2015.
وانطلقت العملية العسكرية في 12 أيار/مايو السابق، وحققت القوات الحكومية تقدماً سريعاً في البداية مع سيطرتها على المرافق الرئيسية في سرت المطلة على البحر المتوسط.
لكن هذا التقدم سرعان ما تباطأ مع وصول القوات إلى مشارف المناطق السكنية في المدينة، لتتحول المعركة إلى حرب شوارع وقتال من منزل إلى منزل.
ومنذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كانت القوات الحكومية تحاصر عناصر داعش في رقعة صغيرة في المدينة.
وتسببت المعارك لاستعادة المدينة بمقتل 700 شخص من القوات الحكومية وإصابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح.
ضربة جديدة للإرهاب
تشكّل خسارة سرت الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس ضربة جديدة لتنظيم داعش بعد الهزائم التي مني بها خلال الأشهر الماضية في العراق وسورية.
وخلال الأيام الماضية، دعت قوات حكومة الوفاق النساء والأطفال إلى الخروج من مناطق المعارك.
وبين حزيران/ يونيو 2015 وأيار/ مايو 2016، فرض داعش قوانينه على سرت، فعاقب بقطع الأيادي وأعدم الناس بشكل علني وساد الرعب.
وشكّلت سرت، وهي مسقط رأس القذافي وتقع على بعد نحو 300 كلم فقط من أوروبا، قاعدة خلفية للتنظيم استقطبت المقاتلين الأجانب الذين جرى تدريبهم على شن هجمات في الخارج، ما أثار مخاوف في الدول الغربية.
وقدّمت هذه الدول دعماً كبيراً لحكومة الوفاق وطالبت بأن تكون محاربة الإرهابيين أولويتها المطلقة.
ومن شأن التخلص من الخطر الإرهابي أن يفسح المجال لحكومة الوفاق لأن تنصرف إلى معالجة مشاكلها الأخرى الكثيرة.
ففي ليبيا حالياً حكومتان، الأولى مدعومة من المجتمع الدولي ومقرّها طرابلس وهي التي تساند القوات التي تقاتل في سرت، والأخرى تتمركز في الشرق ولا تتمتع باعتراف المجتمع الدولي لكنها تحظى بمساندة قوات كبيرة يقودها المشير خليفة حفتر، وبدعم دول غربية.
وتلقت حكومة الوفاق خلال عمليتها العسكرية دعماً من الولايات المتحدة تمثل بغارات محددة الأهداف تم خلالها استهداف قيادات في التنظيم الإرهابي.
الصورة: مقاتلون موالون للحكومة الليبية في سرت/ وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659