عنصران من القوات النظامية السورية في شرق حلب/وكالة الصحافة الفرنسية
عنصران من القوات النظامية السورية في شرق حلب/وكالة الصحافة الفرنسية

متابعة حسن عبّاس:

أحرز الجيش السوري والمجموعات الموالية له الاثنين، 12 كانون الأول/ديسمبر، تقدماً جديداً في مدينة حلب حيث دخلت المعركة "مرحلتها الأخيرة".

ووصف بسام مصطفى، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المعارضة المقاتلة في حلب، ما يحدث في شرق المدينة بـ"الانهيار المريع"، موضحاً أن "المقاتلين يتراجعون تحت الضغط، والأمور سيئة جداً".

انسحاب المعارضة

وانسحب مقاتلو المعارضة السورية بعد ظهر الاثنين من ستة أحياء كانت لا تزال تحت سيطرتهم في جنوب شرق مدينة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدّث عن "انهيار كامل" في صفوف الفصائل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "انسحب مقاتلو الفصائل بعد ظهر الاثنين بشكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج".

ويأتي هذا الانسحاب بعد ساعات من سيطرة قوات النظام على حيي الشيخ سعيد والصالحين بعد ليلة تخللها قصف كثيف.

وتحدث عبد الرحمن عن وصول "معركة حلب إلى نهايتها" معتبراً أن سيطرة قوات النظام على أحياء المعارضة باتت "مسألة وقت وليس أكثر".

وباتت الفصائل المقاتلة تسيطر عملياً على حيين رئيسيين هما السكري والمشهد، عدا أحياء أخرى صغيرة.

وتحدّث المرصد عن "وجود جثث في الشوارع لا تُعرف هوية أصحابها" في تلك الأحياء.

وقال شهود عيان في حي المشهد لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحي يشهد اكتظاظا كبيراً بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدم الجيش، من دون أن يتمكنوا من إحضار أي شيء معهم من منازلهم.

وبين المدنيين الذين لا يعرفون إلى أين سيذهبون، عدد كبير من النساء والأطفال الخائفين والذين يبحثون عن رغيف خبز. وقد افترش بعضهم الأرض فيما ينام آخرون وبينهم نساء على الحقائب أو يدخلون إلى المحال التجارية للاحتماء والنوم داخلها.

وعن معركة حلب، قال كبير الباحثين في مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط يزيد الصايغ إن سيطرة النظام على مدينة حلب "ستكسر ظهر المعارضة المسلحة، ويصبح من الممكن أخيراً تجاوز التفكير بإمكانية الإطاحة بالنظام عسكرياً".

قلق إنساني

وتحدث عبد الرحمن عن "مخاوف حقيقية على مَن تبقّى من المدنيين في أحياء المعارضة"، معتبراً أن "كل قذيفة تسقط تهدد بارتكاب مجزرة في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير".

وقال مدير مكتب حلب في منظمة "يونيسف" رادوسلاف رزيهاك في بيان الاحد "لم أرَ في حياتي مثل هذا الوضع المأساوي الذي يعانيه الأطفال في حلب".

وقدّر أن نصف مليون طفل في حلب يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي بينهم مئة ألف يحتاجون مساعدة من مختصين.

ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قُتل 415 مدنياً بينهم 47 طفلاً في شرق حلب، فيما قُتل 130 مدنياً بينهم أربعون طفلاً جراء قذائف أطلقها مقاتلو المعارضة على غرب المدينة، بحسب المرصد.

تدمر مجدداً

من جانب آخر، قُتل 34 مدنياً على الأقل بينهم 11 طفلاً الاثنين جراء غارات لم يُعرف إذا كانت سورية أم روسية استهدفت بلدة عقيربات وريفها الواقعين تحت سيطرة داعش في محافظة حماة، وسط سورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار المرصد إلى "تسجيل عشرات حالات الاختناق" جراء هذه الغارات من دون أن يتمكن من تحديد صحة ادعاءات السكان عن استخدام غازات سامة.

وتشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة المتطرّفين في ريف حماة الشرقي وفق المرصد، منذ بدء هجوم داعش على مدينة تدمر الأثرية قصفاً متكرراً من الطائرات الحربية.

وتمكّن داعش الأحد من السيطرة على مدينة تدمر في وسط سورية بعد ثمانية أشهر على طرده منها بغطاء جوي روسي.

وأشار عبد الرحمن إلى "إعدام التنظيم الأحد ثمانية مسلحين موالين للنظام في تدمر، فيما قتل أربعة مدنيين بينهم طفلان بطلقات نارية خلال تمشيط التنظيم للمدينة".

وأسفر هجوم الإرهابيين منذ  الخميس عن مقتل مئة عنصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين.

إدانة فرنسية للروس

دولياً، دان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الاثنين "الكذب الدائم" من جانب روسيا في النزاع المستمر في سورية.

وعبّر آيرولت عن أسفه "العميق" من "الفشل" الجديد في المحادثات الأميركية الروسية السبت في جنيف.

وقال "إنه فشل لأن هناك لغة مزدوجة وشكلاً من الكذب الدائم" من قبل الروس.

وتابع "من جهة يقولون نفاوض نفاوض وسنتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومن جهة أخرى يواصلون الحرب وهذه الحرب هي حرب شاملة. إنها إرادة إنقاذ نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد وإسقاط حلب، لكن بأي ثمن؟ بأي ثمن إنساني؟".

وأضاف "ثم أخيراً، يركّز الروس الذين يزعمون أنهم يكافحون الإرهاب، على حلب في الواقع وتركوا مجالاً لداعش التي تستعيد حالياً تدمر".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: