متابعة حسن عبّاس:
اتهمت الأمم المتحدة الثلاثاء، 13 كانون الأول/ديسمبر، قوات النظام السوري بقتل 82 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في أحياء حلب الشرقية التي استعادت السيطرة عليها من قوات المعارضة.
وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان روبرت كولفيل “الليلة الماضية، تلقينا معلومات تقول إن القوات الحكومية قتلت 82 مدنياً على الأقل، بينهم 11 سيدة و13 طفلاً، في أحياء بستان القصر والفردوس والكلاسة والصالحين” نقلاً عن العديد من “المصادر الموثوقة”.
ولفت إلى أن هؤلاء الضحايا قُتلوا “على الأغلب في الساعات الـ48 الماضية”.
وأضاف “تم إبلاغنا أن قوات النظام تدخل بيوت المدنيين وتقتل الأفراد الموجودين هناك، بما في ذلك النساء والأطفال”، مشيراً إلى أن مكتبه يملك أسماء الضحايا.
وسمّى كولفيل بالاسم حركة النجباء العراقية باعتبارها ضمن الجماعات التي ترددت أنباء عن مشاركتها في الأعمال الانتقامية.
وتابع “التقارير التي لدينا تتحدث عن أشخاص جرى إطلاق الرصاص عليهم في الشارع وهم يحاولون الفرار وأشخاص أُطلق عليهم الرصاص في منازلهم”.
من جانب آخر، دعا الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى مطالبة سورية بأن تسمح بمراقبة معاملتها للمواطنين الفارين من شرق حلب.
وقال “ما يحدث في حلب يمكن أن يتكرر في دوما وفي الرقة وفي إدلب. يجب ألا نسمح لهذا بأن يستمر”.
واعتبر ينس لاريكه المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن الأمر يبدو “انهياراً كاملاً للإنسانية” في حلب.
إدانات دولية
وتعليقاً على الأنباء الخارجة من حلب، قالت تركيا الثلاثاء إنها تشعر “بالغضب والفزع” جراء ما وصفتها بالمذابح التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه بحق المدنيين في شرق حلب وأضافت أن تصرفاتهم انتهاك كبير للقوانين الإنسانية الدولية.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن النظام السوري لا يمنح المدنيين الراغبين في الخروج من حلب فرصة وإن هذه التصرفات بمثابة إعدام جماعي.
من جانبها، دعت فرنسا الأمم المتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب المحاصرة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو “أدعو الأمم المتحدة أن تستخدم دون إبطاء كل الآليات من أجل الوقوف على حقيقة ما يحدث في حلب حتى لا يترك المجتمع الدولي هذه الجرائم تمر دون عقاب”.
وتابع “مساندو النظام بدءاً من روسيا لا يمكنهم السماح بأن يسود منطق الانتقام والترويع دون أن يتحمّلوا مخاطر أن يصبحوا متواطئين”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعرب، الإثنين، عن قلقه إزاء تقارير تتحدث عن فظائع ارتُكبت في الساعات الأخيرة في حلب بحق “عدد كبير” من المدنيين.
وفي تغريدة على موقع “تويتر”، اعتبر رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سورية يان إيغلاند أن “سورية وروسيا تتحملان المسؤولية عن كافة الأعمال الوحشية التي ترتكبها الميليشيات المنتصرة في حلب”.
يُذكر أن هجوم قوات النظام على الأحياء الشرقية والذي بدأ في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر تسبّب بمقتل 463 مدنياً على الأقل بينهم 62 طفلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما قُتل 130 آخرون بينهم 40 طفلاً في الأحياء الغربية جراء القذائف التي أطلقتها فصائل المعارضة.
وفي حصيلة جديدة لضحايا النزاع الدامي الذي تشهده سورية، منذ آذار/مارس 2011، أشار المرصد إلى مقتل 312 ألف شخص، بينهم أكثر من 90 ألف مدني.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن بين القتلى المدنيين نحو 16 ألف طفل.
*الصورة: مدنيون خلال مغادرتهم شرق حلب/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659